فلسطين أون لاين

نتنياهو "الساحر" ينجح في ترويض غانتس "الجنرال"

لن يجد أي متابع للسلوك السياسي لزعيم حزب أزرق-أبيض الجنرال بيني غانتس، رئيس الحكومة البديل، ووزير الحرب، صعوبة في الاكتشاف أنه قيدت يداه، وألقي في صندوق السيارة، في حين بقيت عجلة القيادة في يد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، زعيم حزب ليكود.

لم يظهر غانتس طوال شهوره السابقة في منصبه هذا أنه يمتاز بالتصميم قط، ولا يمتلك أيًّا من سمات العزيمة، ربما لأن هذه المواقع التي يتبوءها انتقلت إليه بصورة كاملة، دون أن يبذل كثيرًا من الجهد والتعب، وكل شيء يعمل معه، كل شيء حدث له، وبدا له أن هذا سيستمر مع نتنياهو.

مع كل ذلك، إن غانتس يظهر بصورة لا تخطئها العين أنه الإنسان الخطأ، في الوقت الخطأ، وفي المكان الخطأ، لكنه هذا الأسبوع استجمع نفسه وقواه، وتمكن من القول إنه "يفحص" تشكيل لجنة تحقيق في المنظومة العسكرية والأمنية لفحص عواقب وتفاصيل فضيحة الغواصات، التي يتهم فيها نتنياهو بالفساد والرشوة وسوء الأمانة.

صبر غانتس كل هذه المدة الزمنية، وتوصل نهاية الأسبوع إلى استنتاج مفاده أن السكوت عن هذه الفضيحة لنتنياهو لا يطاق تمامًا، وقد حان الوقت ليشمر عن سواعده، ويتحدث مع نتنياهو بلغته، وكأن الأمر استغرق من غانتس يومًا كاملًا للعودة إلى مكانته الأصلية، وقد أعلن أنه قادر على محاربة نتنياهو في إدارته الفاسدة للدولة.

لا يبدي المحيطون بغانتس ثقتهم الكاملة أنه سيواصل طريقه هذه حتى النهاية، لأن أكثر من عشرة أعضاء في الكنيست من حزب أزرق- أبيض يعتقدون أن هذا لا يمكن أن يستمر بالعمل تحت إمرة نتنياهو، رغم كل ما يقال عنه، ويتورط فيه، ولم يعد هناك سبب للاستمرار بالخوف منه، خاصة بعد إعلان رئيس الائتلاف الحكومي أن حزب أزرق- أبيض بات خطرًا على الدولة.

أما نتنياهو فإن الشيء الوحيد الذي سيقوم به هو أن يشحذ السكين الذي يطعن ظهر من يصافحه بعد دقيقة واحدة، أما غانتس فلا يزال أعمى، ويحلم بحلول نوفمبر 2021م، المتوقع أن يكون فيه رئيسًا للوزراء، خلفا لنتنياهو، ولذلك إن الوصف الأكثر ملاءمة له أنه أشلّ، ولعل الإسرائيليين يستحقون المزيد والمزيد، لأنهم أيدوا انضمام أزرق- أبيض لحكومة نتنياهو.

مع أن توازن اثنين من قادة الجيش، بيني غانتس وزير الحرب وشريكه غابي أشكنازي وزير الخارجية، وقدرتهما على أن يضعا أيديهما على عجلة القيادة، قد تشكل فرصة لهما بألا يدعا نتنياهو يأخذ الإسرائيليين جميعًا إلى الهاوية، وإلا فإن غانتس سيبقى مقيد اليدين، والعجلة باقية بيد نتنياهو، وفي هذه الحالة، يبدو منطقيًّا أن يشهد أزرق-أبيض انشقاقًا جديدًا، ويترك غانتس وحده، بدلًا من التناوب، غير المؤكد، في نوفمبر.