القلق سيد الموقف. السلطة تشعر بقلق من ضغوط أميركية، وحماس تشعر بقلق من ضغوط السلطة والحصار. سكان غزة يشعرون بقلق يتزايد يوميا بسبب توقف الأعمال والبطالة، وأجندة ما يبعث على قلق السكان أكثر من ذلك، ومنها الكهرباء، والغاز، والرعاية الصحية، والكساد التجاري، وغير ذلك، وكلها تبعث على القلق.
نعود إلى الجانب السياسي فقد باشر وفد فلسطيني أمس سلسلة لقاءات في واشنطن تحضيراً للقاء الرئيس محمود عباس مع الرئيس دونالد ترامب في الثالث من الشهر المقبل. ويضم الوفد كلاً من رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، ومدير المخابرات العامة ماجد فرج، ومدير صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى.
ولكن الزيارة تحكي قلقا عند السلطة أيضا بسبب احتمال تعرضها لضغوط أميركية من جانب ترامب، للعودة إلى المفاوضات، دون ضمانة لتنفيذ حل الدولتين. إن ما عند ترامب يكاد لا يختلف عما عند نتنياهو على الأرجح.
ما عند نتنياهو لم تقبل به السلطة لأنه لا يتضمن الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية التي كافح الشعب من أجلها على مدى عقود طويلة.
تقول صحيفة الحياة اللندنية إن مسئولا فلسطينيا صرح لها أن الجانب الفلسطيني قلق من إمكان التعرض إلى ضغوط من أجل العودة إلى المفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان. وقال: "حتى الآن، غير واضح ماذا يريد ترامب، وتوقعاتنا ليست عالية، نتوقع مطالبتنا بالعودة إلى المفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان".
وأضاف: "هناك قلق أكبر من إطلاق مبادرة سلام أميركية - إقليمية تؤدي في النهاية إلى توسيع علاقات (إسرائيل) في المنطقة من دون إقامة دولة فلسطينية". فهل يقبل عباس والشعب الفلسطيني بحل إقليمي يقوم على التوطين، ورفض حق العودة، مع دولة فلسطينية ناقصة السيادة على مساحة ٤٠٪ من أراضي الضفة الغربية؟!