ابتدع المواطن فراس يوسف من بلدة الزاوية غرب سلفيت بالضفة الغربية المحتلة، فكرة لتثبيت صموده على أرضه أمام غول الاستيطان وجدار الفصل العنصري الإسرائيلي، الذي لا يبعد عن أرضه سوى مئات الأمتار.
تمثلت الفكرة في بناء كوخ خشبي على شجرة زيتون بمساحة خمسة أمتار مربعة، وشرفة بالمساحة ذاتها، بحيث يكون الكوخ وسط شجرة الزيتون، وقد جاء ذلك بهدف التجذر في الأرض التي يحاول الاحتلال نهبها ومصادرتها، فأراضي بلدة الزاوية ضاعت خلف الجدار وبقيت خارج الجدار نسبة قليلة من الأراضي، يقول يوسف.
ويضيف أنه قبل البدء في تنفيذ الخطوات كان لا بد من اختيار شجرة زيتون كبيرة ذات أغصان قوية وجذع عريض حتى تتحمل ثقل الكوخ، وكذلك أن يكون لها مساحة واسعة أمامها لتصير مكانًا للعب الأطفال.
وبالفعل جاء يوسف بالأدوات اللازمة لصناعة الكوخ، وجهزه وغطى سقفه بألواح "الزينكو"، حتى صار مناسبًا للاستعمال والنوم فيه.
يضيف وهو يتحدث بسعادة عن هذا الإنجاز، أن "هذا الكوخ ملاذ عائلتي في أثناء قطف ثمار الزيتون، وفي جولات التنزه، فهو يسع العائلة بأكملها، والكثير من المزارعين أعجبتهم الفكرة وبعضهم حاول تطبيقها ونجح، فالجلوس داخل الكوخ وأغصان الزيتون من حولك والفضاء مفتوح أمامك تستطيع من خلاله رؤية الأراضي المعزولة خلف الجدار، شيء يرد الروح".
إلا أنه أعرب عن خشيته من ملاحقة الاحتلال الذي لن يستسيغ رؤية تشبث المواطنين بأرضهم، مردفًا: "يلاحقنا نحن المزارعين في كل شيء".
وأكد يوسف وجوب إيجاد أفكار تجعل المزارع الفلسطيني موجودًا في أرضه، ليبقى ثابتًا كـ"المرساة" أمام بحر الاستيطان، فعلى الرغم من ملاحقته لكل مظاهر الحياة في الأرض، فإن هذا جزء من معركة الصمود والتحدي والبقاء، ولو كل مزارع أقام كوخًا على شجرة زيتون وسط أرضه لأصبحت هذه الأكواخ من المعالم التي تغيظ الاحتلال والمستوطنين وتثبت الوجود.