فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

كورونا تكشف مساوئ النظام السياسي الإسرائيلي

تشير المعطيات المتفاقمة لوباء كورونا بين الإسرائيليين، وكشف المزيد من قادتهم الذين خالفوا الإرشادات الطبية، وانكشاف نقص الاستثمار في المنظومة الصحية، إلى بؤس أداء القادة الإسرائيليين الذين يحكمون دولة الاحتلال.

تتحدث الأرقام، حتى كتابة هذه السطور فقط، عن وفاة أكثر من 1800 إسرائيلي بسبب مضاعفات فيروس كورونا خلال سبعة أشهر، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد بشكل كبير وفق المعدل الحالي للإصابة، وهذا يعني أن الأرقام تتحدث عن نفسها، ما يؤكد أننا أمام أزمة صحية واقتصادية واجتماعية خطرة للغاية، تركت خلفها أضرارا كبيرة على المديين المتوسط والطويل.

من أهم تبعات كورونا في دولة الاحتلال وجود أكثر من مليون عاطل عن العمل، وإغلاق المزيد من الشركات، وحفلات الزفاف لا يمكن إقامتها، حتى الجنازات لا يمكن عقدها بشكل صحيح، ورغم ما يتحدث الأطباء والخبراء عن الفيروس، ويطلقون عليه مختلف الأوصاف، لكن الحقيقة أن الرسوم البيانية لأعداد ضحاياه المتصاعدة ليست سوى انعكاس بائس لوجه إسرائيل ومجتمعها في 2020.

ما يمكن رؤيته في المشهد الإسرائيلي أن كورونا تتزامن مع التراجع عن خطة ضم بعض أجزاء الضفة الغربية؛ بجانب الانقسامات السياسية، والتحريض الحزبي المتبادل، وأصبحت القبلية الإسرائيلية تشكل خطرا جسيما على الدولة، فضلا عن سنوات من نقص الاستثمار في البنية التحتية الصحية؛ والأهم من ذلك، أن الإسرائيليين يرون بأم أعينهم بؤس سوء الإدارة الذي اختاروه منذ زمن طويل بأيديهم.

اللافت حقا في إسرائيل أنها دولة صغيرة، ذات إمكانات عالية، مع الكثير من الأطباء المتمكنين، والجامعات والمعاهد البحثية عالية الجودة، وأنظمة طوارئ متطورة، والقطاع عالي التقنية، ومع كل ذلك، ورغم كل هذه الإمكانات، فقد فشلت في مكافحة الفيروس مقارنة بالدول الأخرى، وباتت تتصدر دول العالم في عدد الوفيات بالنسبة لعدد السكان.

الرسوم البيانية اليومية لـ"نجاحات" كورونا تشكل المرآة الموضوعة أمام وجه القيادة الإسرائيلية، وتعكس نتائج كل عيب: سوء الإدارة، الغطرسة بلا غطاء، عدم النقد الذاتي، غياب الرحمة، الانفصال التام عن الإسرائيليين، وتفضيل المصلحة الذاتية على القومية، وكلها أمثلة مطلقة على النموذج الذي يحكم إسرائيل.

مثل هذه القيادة الإسرائيلية لا يمكن أن تقود حقًا، لأنها منشغلة في المقام الأول بنفسها، بحسابات تافهة، وسياسات سيئة، وعلى هذا النحو فهي غير قادرة على تحقيق إمكانات الدولة الهائلة، هذه القيادة الإسرائيلية تقود الدولة إلى حالة إفلاس بكل معنى الكلمة.

عندما ينظر الإسرائيليون لكبار المسؤولين وهم ينتهكون الإجراءات الصحية، يتأكدون أنهم أمام قيادة إسرائيلية فاسدة، مفتقرة لنموذج مثالي، وبالتالي فهي تفقد حقها الأخلاقي في القيادة، لاسيما في هذه الأيام، حيث يتزايد عدد الضحايا، والنظام الصحي يختنق، والإسرائيليون يغرقون في أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة!