فلسطين أون لاين

تجريد السلطة من عناصر الوطنية

اشترط نتنياهو على السلطة وقف مخصصات الشهداء والجرحى والأسرى من أجل مواصلة عملية التفاوض والسلام.


هذا ليس مطلبًا جديدًا، ولكنه يكشف عن موقف نتنياهو من السلطة وأنه يسعى إلى تجريدها من وطنيتها بجعلها تقر بما يقول به هو من أن السلطة ترعى الإرهاب من خلال مخصصات الشهداء والأسرى والجرحى.


ومن المعلوم أن منظمة التحرير قامت على الكفاح المسلح كطريق لتحرير الوطن، والتحق بها عشرات الآلاف، وسقط منهم شهداء وجرحى وأسرى، ومن واجب المنظمة رعاية أبنائها هؤلاء وعوائلهم، حتى بعد توقيع اتفاق أوسلو، وليس بإمكانها التخلي عنهم، فهم جزء من حركة التحرر الوطني.


من المؤكد أن منظمة التحرير والسلطة ترفضان هذا المطلب الذي يعد من الأركان الفلسطينية الأساسية للبقاء وحمل الهوية الوطنية. ومن المؤكد أن الفصائل الفلسطينية كلها ترفض مطالب نتنياهو وتحذر من يقبل بها بخسارة هويته ودوره في الحركة الوطنية الفلسطينية.


إن حل السلطة والخروج منها، وإعادة المسؤولية للاحتلال الغاصب هو أهون ألف مرة من وقف مخصصات الجرحى والأسرى والشهداء، والتي هي مبالغ زهيدة لا تكاد تسد الرمق إلا قليلًا. فهل يبحث نتنياهو عن طريق ما للخلاص من السلطة الفلسطينية ودفعها إلى ما هو أسوأ من التنسيق الأمني.


إن الشعب الفلسطيني يفتخر بشهدائه وبأسراه وبجرحاه، ويرى فيهم المستقبل الواعد بإذن الله، فالشهداء يمهدون بدمائهم طريق الحرية، وطريق العودة، والأسرى يفنون شبابهم وراء القضبان من أجل عزة شعبهم ورفعه وطنهم، وما تقدمه السلطة لهم أو لذويهم هو أقل ما يجب أن يقدم، ونبقى مقصرين مهما قدمنا لهم.

ثم ما لهذه القضية وموقف نتنياهو منها، ألم تفاوض دولة العدو منظمة التحرير وكانت تعلم بمكوناتها وسياستها؟ وإن مطالب نتنياهو هي قفز عما يعلم، وهي لعب خطير في ساحة منظمة التحرير المعترف بها عالميًا وعربيًا، وهو تجريد للسلطة التي تقوم بتحويل المنظمة من صياغتها الوطنية، إنها دعوة صهيونية للخلاص من استحقاقات المفاوضات بإتخام السلطة كذبا برعاية الإرهاب، وهو استغلال بشع لحالة التمزق العربي، واستقواء أبشع بمن يسكن في البيت الأبيض