فلسطين أون لاين

تقرير التزام المواطنين إجراءاتِ السلامة يعيد الحياة جزئيًّا إلى حيَّي "الشيخ رضوان والنصر"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح

حالة من الانفتاح الجزئي تشهدها بعض مناطق من محافظة غزة وتحديدًا حيي الشيخ رضوان والنصر، في أعقاب تخفيف الإجراءات التي فرضتها الجهات الحكومية منذ تفشي فيروس كورونا لمحاصرة تنامي أعداد المصابين في المنطقتين.

وانتقل "الشيخ رضوان والنصر" من منطقة حمراء إلى خضراء، وذلك بسبب التزام المواطنين التعليمات الصادرة عن وزارتي الصحة والداخلية في أثناء فترة حظر التجوال.

وفرضت الجهات المختصة حظر التجوال على جميع المحافظات وداخلها، منذ تفشي الفيروس داخل المجتمع، ووضعت سواتر رملية وحواجز إسمنتية بين الشوارع والأحياء السكنية في محاولة لتطويق الأزمة وتقليل أعداد المصابين، عدا عن المطالبة المستمرة بالالتزام في البيوت.

وعدّ مواطنون التزامهم التعليمات الصادرة عن الجهات الحكومية، دافعًا مهمًا لتخفيف إجراءات التشديد المفروضة عليهم خلال الفترة الماضية، معربين عن أملهم بعودة الحياة إلى طبيعتها.

المواطن جمال خضر الذي يقطن حي الشيخ رضوان بغزة، أكد أنه التزم الحجر المنزلي مع عائلته منذ بداية الجائحة وإعلان وزارة الداخلية إجراءاتها المشددة، ولم يخرج إلا للضرورة القصوى.

وأوضح خضر لصحيفة "فلسطين"، أن التزامه الحجر المنزلي والإجراءات الحكومية آتى أكله، وأصبح يتحرك بحرية نسبية لقضاء احتياجات عائلته، مع ارتداء الكمامة الطبية، ضمن الإجراءات الوقائية.

وشدد على ضرورة التحلي بالمسؤولية المجتمعية من جميع المواطنين، من أجل مساعدة الطواقم الطبية والأمنية على تقليص الإصابات وصولاً للسيطرة الكاملة على الفيروس، داعيًا المواطنين للاستمرار بالتزام الإجراءات الوقائية.

ويتفق المواطن أكرم سميح، مع سابقه، معربًا عن سعادته بتخفيف الإجراءات الداخلية، كي يتمكن من تلبية احتياجات عائلته.

وأرجع سميح الذي يقطن في حي النصر، خلال حديثه لـ"فلسطين"، سبب تخفيف الإجراءات إلى التزام المواطنين الحجر المنزلي منذ بداية تفشي الجائحة.

وقال: "الإجراءات في البداية رغم صعوبتها على الناس والقوة المستخدمة من الأجهزة الأمنية، فإنها أدت إلى تخفيف منحنى الإصابات، بالتالي تخفيف القيود المفروضة".

وأضاف: "مع بدء حالة الطوارئ وظهور أول حالات مصابة، تسللت حالة من الخوف والذعر بسبب الإجراءات ووضع السواتر الرملية وإغلاق الأسواق، وتصنيف منطقتنا بالحمراء، لكن بفعل الالتزام أعاد الحياة جزئيًا لطبيعتها".

وطالب سميح، المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعامل مع لجان الطوارئ وتسهيل مهامهم، مثمناً الإجراءات الحكومية المفروضة.

المعيار الأساسي

مدير عام دائرة التثقيف الصحي في وزارة الصحة د. معين الكريري، أكد أن التزام المواطنين الإجراءات الوقائية هو المعيار الأساسي الذي يساهم في انخفاض منحنى إصابات كورونا في أي منطقة من محافظات القطاع.

وقال الكريري، وهو مقرر اللجنة الوطنية للتثقيف الصحي لمكافحة فيروس كورونا لـ "فلسطين": "إن المسؤولية الاجتماعي هي المحرك الأساسي لانخفاض الحالات المصابة، أكثر من المسؤولين والوزارات".

وأضاف: "يجب أن يكون لدى كل مواطن قناعة بضرورة الالتزام وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، لحماية نفسه أولاً ومجتمعه ثانيًا".

وبيّن أن استمرار الالتزام يدفع نحو المزيد من إجراءات تخفيف القيود المفروضة خلال المرحلة المقبلة، خاصة المتعلقة بالأسواق والتعليم ودور العبادة والوزارات، مشددًا على ضرورة وجود وعي وثقافة لدى المواطنين لتجاوز أزمة كورونا.

وأشار الكريري إلى أن دائرة التثقيف تسعى لرفع حالة الوعي لدى المواطنين، ليكونوا فاعلين ويسهموا بمساعدة لجان الطوارئ والطواقم الطبية للسيطرة على الوباء بالكامل.

وأكد أن عجلة الحياة ستستمر بالتالي قد يكون هناك حالة تعايش نسبية مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، كي تتم المحافظة على حياة خالية من الإصابات في المجتمع.