في الوقت الذي ظهرت فيه رسالة الدعم الموجهة لقاتل عائلة دوابشة، من عدة حاخامات يهود، لافتة ومستنكرة، لأنها تعني تحريضًا على مزيد من جرائم القتل بحق الفلسطينيين، فهي في الوقت ذاته لم تكن مفاجئة، لأنها منسجمة مع توجهات الحركة السرية اليهودية، وحملة الدعم التي حصل عليها الحاخام باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، وسيبقى إلى الأبد من لا يتأثرون بقتل الفلسطينيين.
فور إصدار الحكم على عميرام بن أوليئيل قاتل عائلة دوابشة من قرية دوما، نشر عشرات الحاخامات نداء بعنوان "أعطوا الأمل لعميرام"، وهو يذكرنا بالحركة السرية اليهودية في الثمانينيات، ومذبحة الحرم الإبراهيمي في 1994.
تكرَّر الأمر مؤخراً بعد قتل المواطنة الفلسطينية عائشة الرابي بأيدي المستوطنين، حيث يواصل كبار الحاخامات في الصهيونية الدينية دفن رؤوسهم في الرمال، ويعتبرون أي محاكمة للقتلة الإرهابيين اليهود بأنها "حبكة" ضدهم، مع أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا.
وكشف النقاب أنه بين 2013-2015 وحدها، جرت خمس محاولات يهودية لإشعال النار في منازل فلسطينية مأهولة في الضفة الغربية، أربعة من المنازل بها فتحات للهروب من السقف، أو الفناء الخلفي، ونجت العائلات الفلسطينية بأعجوبة، في حين لم يكن لمنزل عائلة دوابشة في قرية دوما أي طرق للفرار، لذلك حُكم على والديهما سعد وريهام والطفل بالموت بالنار والاختناق.
بجانب عمليات القتل المشرعنة حاخامياً، دأب المستوطنون على كتابة شعارات عنصرية على جدران منازل الفلسطينيين، ومن المفردات الدارجة "الانتقام من دماء عبدك المسفوح، الموت للعرب، مملكة إسرائيل".
بعد مذبحة الحرم الإبراهيمي، كتب الحاخام يتسحاق غينزبرغ كتيبا بعنوان "طوبى للرجل"، ووجه كلمات المديح والثناء للقاتل غولدشتاين، وقام بتحرير كتاب "توراة الملك" الذي يسمح باستباحة دماء الأبرياء تحت ستار اليهودية والقداسة، حيث كتب حرفيا عن قتل أطفال العدو: "مسموح أن تؤذي طفلًا إذا كان واضحًا أنه حين ينمو سيؤذينا، لأنهم سينمون بطريقة غير قابلة للإصلاح، ويتعين علينا قتلهم على أي حال".
الحاخام غينزبرغ ذاته وقع على إعلان الدعم لعميرام بن أوليئيل منفذ مجزرة دوابشة مع الحاخام يتسحاق شابيرا، أحد مؤلّفي كتاب "توراة الملك" الذي يشغل منصب رئيس المعهد الديني "أود يوسف حي" في مستوطنة يتسهار، وكأن غينزبرغ خط مباشر يربط العلاقة التي تتمحور بين غولدشتاين وبن أوليئيل"، وإلا كيف صادق نفس الحاخامات بالإجماع على قتل 3 من أفراد عائلة فلسطينية أثناء نومهم.
هذه النوعية من الحاخامات لا يبالون بالطفل الفلسطيني الذي احترق حتى الموت أثناء نومه، ولا يبالون بقتل أم فلسطينية لثمانية أطفال بإلقاء حجر كبير على رأسها، وينشرون كتيبات مديح لقاتل العشرات من المصلين الفلسطينيين.