شكراً للرئيس الجزائري تبون الذي صرخ بأعلى صوته ضد التطبيع، وهتف ضد المطبعين: الجزائر لن تكون إلا مع فلسطين، أكانت ظالمة أو مظلومة، كما قالها من قبل الرئيس الراحل هواري بومدين.
وشكراً للشعب الجزائري البطل على كلّ ما يقدمه للشعب الفلسطيني من مساعدات مادية، تصل إلى أفواه الجوعى، وتكسو عظام الضعفاء، وهذا ما تحقّق من خلال جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني، الجمعية التي تتلقى دعمها من الشعب الجزائري، لتصب منافعه في مفاصل الشعب الفلسطيني من سكان قطاع غزة.
مساعدات جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني تتدفق في أكثر من مجال من مجالات الحاجة لسكان قطاع غزة، فالمساعدات توزع على عدد من الأيتام المكفولين من الجمعية، وتوزع على مجموعة من الفقراء، وتقدم المساعدات لطلاب الجامعات المحتاجين، وتقدم مساعدات جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني لتعمير البيوت التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، وتوزع الجمعية المساعدات الموسمية في الأعياد، وفي فصل الشتاء تقدم الملابس للأسر الفقيرة، وقد قدمت جمعية البركة هذا العام أضحية العيد لعشرة آلاف أسرة، كما تقوم الجمعية بمساعدة المزارعين في حفر آبار المياه، وكل ذلك بهدف تعزيز صمود سكان غزة، وتثبيت وجودهم فوق أرضهم، وهذا الذي أغاظ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي راح يشن الحملات الإعلامية ضد جمعية البركة الجزائرية، مستخدماً التقنية الحديثة، وقدرة الجهاز على الكذب والتدليس من خلال العملاء، فبعد أن عجز عن اتهام القائمين على الجمعية في قطاع غزة بالسرقة والفساد، راح يتهم جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني بأنها تقدم المساعدات لرجال المقاومة في قطاع غزة، ولكتائب القسام بالتحديد، وأن هذا العمل العسكري يتنافى مع عمل الجمعية الخيري، والتي يرأسها في الجزائر الشيخ أحمد الإبراهيمي.
لقد شاهدت بعض الفقرات الإعلامية التي يبثها جهاز الموساد الإسرائيلي إلى الشعب الجزائري، ويحذرهم فيها من تقديم أموالهم لهذه الجمعية، والتي تذهب لرجال غزة، ليشتروا بها سلاحاً وقنابل وصواريخ، وتقول دعاية الموساد الإسرائيلي: إن أموالكم أيها الجزائريون لا تذهب لسد أفواه الجوعى والمحتاجين في قطاع غزة، وإنما تذهب لشراء السلاح "للإرهابيين" كما يزعم جهاز الموساد، الذي يبث روح الشك في العمل الخيري وفق دراسات نفسية صهيونية خبيثة، لا تهدف إلى تنفير الشعب الجزائري عن تقديم الدعم لجمعية البركة فقط، فجهاز الموساد يعرف أن الشعب الجزائري بروحه وقلبه وماله وعقله يعشق المقاومة، ولكن الموساد يهدف من هذه الحملة إلى شيطنة جمعية البركة الجزائرية، وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، بهدف تجريمها، وتحريم عملها في قطاع غزة، من خلال اتهامها بالإرهاب، ليبدأ الخطوة التالية، وهي تحريض أمريكا على محاربة الجمعية، لإخراجها من بعدها الإنساني، قبل فرض العقوبات المالية عليها، والتضييق على أنشطتها، حتى داخل الجزائر نفسها.
الشعب الجزائري شعب مقاوم، وهو عاشق للحرية، لذلك سيفشل الموساد الإسرائيلي في دق إسفين الحقد والكراهية بين الشعب الفلسطيني وأفق مقاومة الشعب الجزائري، ولن تؤثر دعاية الموساد الإسرائيلي على قرار الحكومة الجزائرية، ولن تؤثر على قرار الشعب البطل الذي سيواصل دعمه لجمعية البركة الجزائرية في رسالة تحدٍّ، وسيواصل تسيير قوافل الخير التي يشرف عليها الشيخ أحمد الإبراهيمي، فهذه القوافل التي تتدفق بالخير والصمود باتجاه المحاصرين في قطاع غزة، هي رسالة وفاء وعطاء من شعب المقاومة إلى شعب المقاومة، وهي رسائل رفض للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، بل قد ترتد دعاية الموساد ضد جمعية البركة إلى مزيد من العشق لفلسطين، وإلى المزيد من تقديم المساعدات، فالشعب الجزائري شعب متحدٍّ شجاع واثق قوي، وسيقف بكل رجولة وشهامة في وجه الدعاية الخبيثة التي يبثها جهاز الموساد.
وسيظل وعي المواطن الجزائري مقبرة يدفن فيها مخططات جهاز الموساد، والذي يسعى من خلال تشويه عمل جمعية البركة الجزائرية إلى تخويف عموم الجمعيات الخيرية المتبرعة لأهالي فلسطين، والتلويح أمامها بالعقوبات الدولية، وهذا التدليس لن ينطلي على شعب الجزائر البطل، وكما رفضت الجزائر كافة أشكال التطبيع، سيرفض شعب الجزائر كافة أشكال التضليل، والتي تهدف إلى الفصل بين مستقبل هذه الأمة الباحثة عن الحرية والديمقراطية، وبين مستقبل الشعب الفلسطيني الذي يقاوم محتلي أرضه، ومغتصبي مستقبله.