أثارت الرسالة التي بعثتها كتائب القسام على شكل فيديو لعائلات الجنود الأسرى في قطاع غزة ردود فعل مختلفة في وسائل الإعلام العبرية.
وكالة الأنباء العبرية 0404 المقربة من جيش الاحتلال الإسرائيلي كتبت: “حركة حماس تتعامل بوحشية مع عائلات الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة”. الفضائية 20 الإسرائيلية كتبت تحت عنوان ”فيلم رعب حماس”.
ليس غريبا على الإعلام العبري أن يتعامل بهذه القسوة والوحشية مع من يقول لذوي الأسرى هدار وشاؤول إن حكومتكم تكذب عليكم؟!
هذه ليست قسوة من القسام حين يرسل فيديو بدقائق معدودة حول الأسرى لعائلاتهم لكي تدرك العائلات أن هناك شيئًا آخر غير ما تقوله الحكومة للعائلات.
في الشريط الذي استمر لمدة ثلاث دقائق وإحدى وثلاثين ثانية، دعا عائلات الجنود لعدم تصديق ادعاءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث جاء في الشريط: ”أمي أمي أنا هنا، لماذا قالوا عني أنني ميت؟، أمي أبي اعملوا كل شيء من أجل أن تظهر الحقيقة”.
لقد جاء الشريط في مناسبة يوم الأسير الفلسطيني وإضراب الأسرى في السجون الصهيونية، لكي يخفف عنهم ويحيي لديهم أملًا في الحرية، والمناسبة الثانية هو لقاء نتنياهو وأعضاء في الكنيست بعائلة هدار وشاؤول.
إن ما تبحث عنه العوائل هو الحرية لأبنائهم وضرورة أن تتحمل الحكومة المسئولية، حيث تتهم العائلات الحكومة بالتقاعس، قائلة إنكم أرسلتم أبناءنا للمعركة، وعليكم استرجاعهم، وهذا واجب من واجبات عمل الحكومات عادة، وهو مطلب طبيعي.
أما الحكومة الصهيونية فهي تطلق مصطلح (جنود مفقودين) على الأسرى، بما يوحي أنها ليست لديها معلومة واضحة هل هم ضمن الأحياء أم ضمن الأموات، أي أنها تبحث عن إشارة حياة، والقسام فيما أحسب قدم شيئا من هذا، عن قصد أو عن غير قصد في شريط الفيديو القصير جدا، ومن ثمة يمكن القول بأنه ألقى حجرا في المياه الراكدة، عسى أن يحقق صفقة تبادل مناسبة بشروط القسام.
من هنا هاجم الإعلام العبري، حتى أن عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود أيوب قرة، طالب في أعقاب نشر الشريط بسلسلة عقوبات على المواطنين في قطاع غزة، حيث طالب بوقف زيارات عائلات الأسرى من قطاع غزة، وبوقف علاج سكان القطاع في الداخل الفلسطيني، وقطع التيار الكهربائي ووقف شراء المحاصيل الزراعية من القطاع. والواقع يقول إن حكومة إسرائيل اتخذت كل العقوبات التي تحدث عنها أيوب قرة، وبالتالي يمكن القول بأن نظام العقوبات لا يجدي شيئا، والطريق الوحيد لحل ألغاز الملف هو المفاوضات غير المباشرة، على غرار مفاوضات تحرير شاليط.