فلسطين أون لاين

تقرير "خليك بالبيت".. ضرورة اجتماعية في زمن "كورونا"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

تمتنع المواطنة أم قصي مهدي (28 عامًا) عن زيارة بيت أهلها منذ بداية تفشي جائحة كورونا داخل المجتمع في قطاع غزة، حفاظًا على سلامة أطفالها من جهة وعائلتها من جهة أخرى.

ولا تزال الجهات الحكومية تفرض حالة حظر التجوال بين محافظات قطاع غزة منذ قرابة شهر، من أجل السيطرة على الحالة الوبائية، خاصة مع ارتفاع منحنى الإصابات في الوقت الحالي، إضافة إلى ضرورة التزام إجراءات السلامة والوقاية.

وتقول مهدي لـ"فلسطين"، إنها ترفض زيارة أهلها وتلتزم البقاء في بيتها، حفاظًا على سلامتها وأطفالها، وتكتفي بالاتصال الهاتفي شبه يومي على والديها، للاطمئنان على أحوالهما.

وتوضح أن قطاع غزة يمر في مرحلة خطرة بسبب تفشي فيروس كورونا، تتطلب ضرورة اتباع إجراءات السلامة والوقاية، وأبرزها الالتزام في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، من أجل مساعدة الطواقم الطبية في السيطرة على الوباء.

وتدعو المواطنين لالتزام الإجراءات التي فرضتها الحكومة أبرزها الالتزام في البيوت والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات عند الخروج للضرورة، "لأننا أمام فيروس خفي وخطر"، على حد تعبيرها.

ولا يختلف الحال لدى المواطنة أم محمد جبر (50 عامًا) حيث أوصت بناتها المتزوجات بعدم زيارتها في ظل استمرار حالة الخطر التي تداهم قطاع غزة في الوقت الحالي، نتيجة تفشي فيروس كورونا.

وقالت جبر لـ"فلسطين"، إنها تكتفي بالتواصل مع بناتها عبر الاتصال الهاتفي ومواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الراهن، حفاظًا على سلامتها وسلامتهن، كي لا يكنَّ سببًا في نقل العدوى لا قدر الله.

وأكدت أنها تلتزم بيتها منذ تفشي الفيروس ولا تخرج مُطلقًا حفاظًا على نفسها وعائلتها من انتقال الفيروس، وتكتفي بالتواصل مع أقاربها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعيةً كل المواطنين وخاصة النساء ضرورة الالتزام في البيوت.

في حين تنتاب المواطن شادي عايش (37 عامًا) حالة من التردد حول زيارة والديه، وذلك بسبب فرض حظر التجوال، وخشية انتقال الفيروس من أي شخص آخر، ونقله لعائلته.

لكنَّ عايش اضطر لزيارة والدته التي تبعد عنه عدة كيلو مترات قبل عدّة أيام، للاطمئنان على حالتها الصحية، متسلحًا بإجراءات السلامة والوقاية أهمها ارتداء الكمامة، حفاظًا على سلامتهما، وفق ما روى لـ"فلسطين".

وبيَّن أنه لم يصافح والدته باليد رغم اشتياقه الشديد لها، ولكن المرحلة الحالية تتطلب مزيدًا من الحذر واتباع تلك الإجراءات من أجمل حماية بعضنا بعضًا، حسب قوله.

وأضاف: ذهبت إلى والدتي في زيارة خاطفة للاطمئنان على صحتها دون اصطحاب أطفالي رغم اشتياقهم لها، في سبيل التزام الإجراءات الوقائية، وأنا أثق بأن الحامي هو الله.

وتابع: يجب على الجميع الالتزام في البيوت واتباع كل وسائل الوقاية والسلامة، ونسأل الله السلامة التامة لجميع أبناء شعبنا وأن يزول هذا الوباء في أقرب وقت بإذن الله.

وأطلقت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا في غزة حملة "استهتارك يقتل أحبابك" للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي بخطورة عدم التزام إجراءات السلامة والوقاية على الفئات الهشة والتي تقدرها الجهات المختصة بنحو 100 ألف مسن إلى جانب عشرات آلاف الأطفال ومئات النساء الحوامل.

وتدعو الحملة المواطنين إلى ضرورة التزام لبس الكمامة والتباعد والنظافة الشخصية وعدم المصافحة والحفاظ على المرضى وكبار السن.

بدوره يؤكد أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأقصى بغزة د. درداح الشاعر، ضرورة عدم الزيارات بين الأقارب في الوقت الحالي واقتصارها على الضرورة القصوى، نتيجة لمرحلة الخطر التي أحدثتها تفشي "كورونا".

وأوضح الشاعر خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أن وسائل التواصل كثيرة بين الأهل، ومثل مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الحديثة التي باتت تقرب كل التفاصيل، مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية في كورونا هي الاختلاط والملامسة.

وبيَّن أنه "في حال اضطر المواطن لزيارة ذويه من الدرجة الأولى الأخذ بعين الاعتبار التدابير الاحترازية وأهمها ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، حفاظًا على سلامته وسلامتهم".

وانتقد حالة التراخي التي ينتهجها بعض المواطنين رغم تفشي كورونا في القطاع، مرجعًا سبب ذلك إلى اطمئنان بعضهم بأن كورونا لن توثر في الصحة العامة للإنسان، "لكن هذا ليس سببًا يدفع للتراخي، لأن المستهتر قد يكون سببًا في نقل العدوى لمرضى وكبار السن من ضعاف المناعة"، حسب قوله.

وأثنى الشاعر على حملة "استهتارك يقتل أحبابك"، لكونها تعمل على رفع الوعي لدى المواطنين وتزيد الحرص لديهم، مستدركًا: "لكن لا نريد العيش في حالة هلع وقلق مفرط، لأن ضعف المناعة النفسية يضعف المناعة الجسدية".

وأكد ضرورة زيادة الوعي لدى الموطنين حول كيفية التصرف مع الفيروس، مع التزام إجراءات الوقاية والسلامة والتباعد الاجتماعي.