قال رئيس الوزراء د.محمد اشتية: غداً تقتل مبادرة السلام العربية، ويموت التضامن العربي، لذلك علينا أن ننهض موحدين، وسنشهد يوماً أسود في تاريخ الأمة العربية وهزيمة لمؤسسة الجامعة العربية، التي لم تعد جامعة بل مفرّقة، وسيضاف هذا اليوم إلى رزنامة الألم الفلسطيني وسجل الانكسارات العربية "على حد وصفه".
أنا سأتحدث بمنطق مخالف لمنطق السلطة الوطنية الفلسطينية، فاليوم الذي تقتل فيه المبادرة العربية للسلام هو يوم انتصار للقضية الفلسطينية، كيف لا وقد قال السيد الرئيس إن موافقة دولة الاحتلال على المبادرة العربية ستجذب أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. نحن نفضل ان تقتل المبادرة العربية بتطبيع غير متوافق عليه بدلا من نجاتها وتطبيع شامل ومبارك من جانب السلطة وباقي الانظمة العربية والاسلامية.
اما حديث رئيس الوزراء عن " موت التضامن العربي" فهو حديث عن سراب لم يكن قائما اساسا الا ضد المقاومة الفلسطينية وليس ضد العدو الإسرائيلي، وقد شاهدنا تضامنهم واتفاقهم على حصار قطاع غزة رغم اتخاذهم اكثر من مرة قرارات برفع الحصار ومساندة غزة، رأينا تضامنهم ضد الشعب الفلسطيني عندما التزمت غالبية الدول العربية بالقرار الامريكي بوقف المساعدات الاغاثية للشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة فضلا عن ملاحقة الفلسطينيين والتضييق عليهم في الكثير من البلدان العربية.
فاقد الشيء لا يعطيه، فاذا كانت غالبية الانظمة العربية تفتقد شرعية وجودها وتسلطت على شعوبها، واذا كانت منقسمة على بعضها فنرى الامارات وغيرها تحاصر قطر، ونرى دولا خليجية تضرب اليمن، واذاقوا اهلنا في سوريا الويلات وليس العراق افضل حالا، فضلا عن الكيد العربي الذي مس تركيا لأنها تساند القضية الفلسطينية وتدافع عن حرية الشعوب العربية وخاصة في ليبيا، فأنظمة هذه حالها ماذا ننتظر منها؟
إن عمقنا العربي الحقيقي يتمثل في شعوب الأمة العربية وليس أنظمتها، الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية قلبا وقالبا ولن تستطيع دولة الاحتلال ان تكسب قلوبها او ان تنجح في انجاز تطبيع حقيقي معها، وأهلنا في مصر والأردن خير مثال حي على استحالة وجود علاقة طبيعية بين المحتل الإسرائيلي والشعوب العربية التي نفتخر ونعتز بها ونكن لها كل محبة واحترام بغض النظر عما يقترفه الحكام، او ما يقوله علماء السلاطين وجهالهم، ونحن على ثقة ان الانظمة العربية مقبلة على تغييرات جذرية وخاصة في الخليج العربي وما نراه من علاقات غير مشروعة بين "إسرائيل" وبعض الحكام العرب لن تدوم، وانا اتفق مع الرئيس التونسي السابق الدكتور منصف المرزوقي بأن الموجة الثالثة للربيع العربي ستكون خليجية.