وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى، عيسى قراقع، أن الإضراب مستمر لليوم السادس على التوالي، مع دخول أسرى جدد في الإضراب عن الطعام، وتهديدات من بقية الأسرى بالالتحاق بهم، بسبب خطورة ما يجري بحق المضربين من عمليات قمع واسعة وتنقلات وعزل انفرادي وتفتيشات مذلة وغير ذلك.
وقال قراقع في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أن هذا يأتي في ظل الهجمة التحريضية الواسعة من قبل حكومة الاحتلال، والتهديد بالتسبب بالموت للأسرى المضربين، وأمام هذا الوضع هناك حالة استنفار واسعة في السجون.
وتوقع قراقع أن يزيد عدد الأسرى المضربين عن الطعام خلال الأيام القادمة، أمام كل ما يجري بحق الأسرى، مبينًا في الوقت نفسه أن وتيرة التفاعل الشعبي الفلسطيني بدأت بالتصاعد أكثر فأكثر.
ورأى أن "الأمور ستخرج عن السيطرة" في ظل مواقف الاحتلال، وعدم تجاوبه مع مطالب الأسرى، وقد تتعرض حياة وصحة الأسرى المضربين للخطر، في ظل الظروف القاسية التي وضعهم الاحتلال فيها، بالعزل والضغوطات النفسية التي يمارسها بحقهم.
وعن عزل الاحتلال للأسرى، قال: "إن أكثر من 15 أسيرًا من قيادات الأسرى معزولون عزلا انفراديا، وبقية الأسرى المضربين تم تجميعهم في أقسام عزل جماعية، وكافة المعزولين صودرت أغراضهم الشخصية من ملابس وغير ذلك، وعزلوا عن العالم تماما، ومُنِع المحامون وأهاليهم من زيارتهم أيضًا، ووُضعوا في عزل كجزء من الضغط، كوسيلة تعتقد (إسرائيل) أنها تستطيع من خلالها أن تكسر الإضراب".
اقتحام السجون
إلى ذلك، اقتحمت قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، اليوم، قسم الأسرى المضربين عن الطعام في سجن "نيتسان" بالرملة، مستخدمة الكلاب البوليسية، وفقاً لما أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
وذكرت الهيئة في بيان صحفي، أن قوات القمع منعت الأسرى من أداء صلاة الجمعة، وصادرت المصاحف منهم.
يذكر أن عدد الأسرى المضربين الذين نقلتهم سلطات الاحتلال إلى سجن "نيتسان" بلغ 70 أسيرا، منهم 40 نقلوا من سجن "هداريم"، و30 نقلوا من سجون "نفحة"، و"ريمون"، و"عسقلان".
وتستخدم سلطات الاحتلال سجن "نيتسان" لعزل الأسرى المضربين عن الطعام، وسط ظروف صحية وإنسانية صعبة للغاية.
من جانبه، ذكر مركز حنظلة للأسرى والمحررين أن سلطات الاحتلال قد أقدمت على نقل مجموعة من الأسرى من قيادة الجبهة الشعبية في سجني "جلبوع" و"هداريم" والمضربين عن الطعام.
وبين المركز في بيان صحفي، أن إدارة السجون نقلت القيادي في الشعبية ومسئول فرعها في السجون الأسير كميل أبو حنيش من سجن "جلبوع" إلى عزل سجن "الجلمة"، بينما نقلت الأسير منذر مفلح من "هداريم" إلى عزل سجن "الرملة"، والأسير نادر صدقة من "جلبوع" إلى عزل (أيلا) ببئر السبع وكليهما من قيادة الجبهة الشعبية بالسجون.
وأشار المركز إلى أن هذه الإجراءات التي تتخذها إدارة السجون تهدف إلى كسر عزيمة الأسرى وتشتيت قيادة الحركة الأسيرة بهدف كسر وحدة الموقف في قيادة الإضراب ومنع تطور حالة الإضراب وتوسع رقعتها بشكل أكبر.
حرب الشائعات
وحذرت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم، من حرب الشائعات التي بدأتها حكومة الاحتلال وإدارة السجون من خلال الإعلام الإسرائيلي، بهدف ضرب الإضراب.
ودعت الهيئة ونادي الأسير في بيان صحفي مشترك، جميع الصحفيين ووسائل الإعلام، إلى عدم التعاطي مع أية أخبار أو معلومات يبثها إعلام الاحتلال، بشأن إضراب الأسرى، بشكل قاطع.
ولفتت اللجنة الإعلامية لإضراب" الحرية والكرامة" المنبثقة عن المؤسستين إلى أنها تقوم بمتابعة تطورات الإضراب بشكل متواصل على مدار اليوم، وتوفير المعلومات والأخبار للصحافيين والإعلاميين من مصادرها الموثوقة.
وأكدت أن الاحتلال سيتعمد خلال هذه الفترة نشر الشائعات، والأخبار المضللة والملفقة عبر منصاته الإعلامية المختلفة، لضرب ثقة الشارع بالأسرى وإضرابهم.
إلى ذلك، أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن وسائل إعلام الاحتلال صعدت من لهجتها التحريضية ضد إضراب الأسرى، ووصل الأمر إلى دعوة حكومة الاحتلال لقتل الأسرى كما جرى في إضراب أسرى الجيش الايرلندي.
تشويه الاضراب
واعتبر الناطق باسم المركز رياض الأشقر، في بيان صحفي، اليوم، التحريض الذى يمارسه اعلام الاحتلال يهدف من جهة إلى تشويه اضراب الأسرى وتقليص التأييد والتعاطف العربي والدولي مع الأسرى المضربين، ومن جهة أخرى إثارة صانع القرار في كيان الاحتلال وتغذيه روح العداء والتطرف عنده لينعكس ذلك في التعامل مع الأسرى بوحشيه وعنف، وعدم الاستجابة لمطالبهم الانسانية.
وأشار الأشقر إلى المقال العنصري المسموم الذى نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية أمس، ودعت فيه إلى التصدي لإضراب الأسرى، من خلال ابتزازهم ببعض حقوقهم التي يحصلون عليها، وطالبت ادارة السجون بعدم التعاطي مع أي مطلب من مطالب الأسرى، ولا حتى التفاوض معهم عليها.
كما دعت "الصحيفة" حكومة الاحتلال إلى التعامل مع اضراب الأسرى كما فعلت رئيسة الحكومة البريطانية السابقة "مارغريت تاتشر"، في تعاملها مع إضراب أسرى الجيش الأيرلندي خلال ثمانينيات القرن الماضي، والتي رفضت التفاوض معهم، واستمر إضرابهم لأكثر من شهرين دون أن يتناولوا الطعام، ما أسفر عنه وفاة عشرة أسرى منهم داخل السجن البريطاني.
وعزا الأشقر حملة التشويه والتحريض التي يقودها الاعلام الإسرائيلي بتعليمات من المستوى الأمني والسياسي، إلى خشيه الاحتلال من تأثير اضراب الاسرى على صورة الاحتلال أمام الرأي العام الدولي، وكذلك تداعياته على الشارع الفلسطيني حسب اعتقادهم سيساهم في رفع وتيره التحريض ضد الاحتلال.
وجدد الأشقر مطالبته لكافة وسائل الاعلام الفلسطيني المسموعة والمطبوعة والمرئية والالكترونية لمواجهة حملات التشويه التي يبثها اعلام العدو، وفضح سياساته العنصرية ضد الاسرى.
من جانبها، أعربت لجنة الحريات وحقوق الإنسان في نقابة المحامين الأردنيين عن دعمها وتضامنها مع الأسرى في سجون الاحتلال في إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وأكدت اللجنة في بيان صحفي، اليوم، أن ممارسات الكيان الإسرائيلي بحق أسرانا تشكل انتهاكا صريحا لكافة المواثيق والاتفاقات الدولية وتعديا لأبسط الحقوق التي من الواجب أن يتمتع بها الانسان.
وناشدت اللجنة الجهات الحكومية والدولية والأممية وكافة المؤسسات الحقوقية والمدنية المحلية والدولية إلى بذل كل الجهد من أجل رفع الظلم عن الأسرى وإلزام الاحتلال الغاشم واجباره على الالتزام بالمواثيق الدولية والقوانين الضامنة لحقوق الانسان والشعب الفلسطيني.
وفي السياق، طالب مجلس علماء فلسطين في لبنان، الأمة أن تقف بجانب الأسرى المضربين عن الطعام لتحقيق مطالبهم؛ ورفع الظلم عنهم، موجهًا التحية للأسرى.
ونبه رئيس الهيئة الاستشارية والناطق الرسمي للمجلس الشيخ الدكتور محمد صالح الموعد في تصريح له باسم المجلس، من قرارات الاحتلال بتصفية المقاومين من خلال عزلهم ووضعهم في الزنازين الانفرادية.
ولفت إلى أنه "من العار على الأمة أن تسكت على ظلم العدو الصهيوني للشعب الفلسطيني وزج الآلاف منه في غيابات السجون ظلما وعدوانا دون أن تحرك ساكنا".
كما توجه بالتحية إلى "المقاومين والمجاهدين الأبطال، الذين يقارعون العدو بصدورهم العارية، وما أتيح لهم من كل الامكانيات من الحجارة والسكاكين وغير ذلك، دفاعًا عن الأقصى وكل فلسطين".