آفي ديختر؛ عضو الكنيست عن حركة الليكود، ورئيس لجنة الخارجية والأمن، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، ووزير الأمن الداخلي، ووزير حماية الجبهة الداخلية، ورئيس صندوق الرفاه لمتضرري الهولوكوست.
آفي ديختر يرحب بشعب الإمارات زائرًا لدولة الاحتلال، ويقول لهم في رسالة عاطفية رقيقة بثها لهم عبر الفيديو: بيوتنا بيوتكم، ونسي الغاصب آفي ديختر أنه يسكن بيت يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة!
فعن أي بيوت يتحدث آفي ديختر؟
في سنة 1948 تم طرد إبراهيم السنوار من بيته في مدينة عسقلان جنوب فلسطين بقوة السلاح الإسرائيلي، وقد استولى على البيت نفسه أحد اليهود القادمين من بولندا، واسمه يهوشوع ديختر، هو وزوجته ملكا، وبعد أربع سنوات، أنجبا طفلًا سمَّياه إبراهام موشيه على اسم جده، ليحمل في صباه اسم "آفي ديختر، الذي صار رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية.
أما إبراهيم السنوار فقد صار لاجئًا، وسكن غرفة مهملة في مخيم خان يونس للاجئين، وبعد عدة سنوات، أنجب ابنه يحيى السنوار، الذي صار رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة.
آفي ديختر حتى هذه اللحظة يسكن البيت الذي اغتصبه والده من والد يحيى السنوار في مدينة عسقلان، فهل يحق لآفي ديختر أن يدعو شعب الإمارات لزيارة بيت يغتصبه من أهله المقيمين في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة؟ هل يصح لقاتل أن يمد يده لشعب الإمارات، ويقول لهم: بيوتنا بيوتكم؟
أرى يحيى السنوار، مسؤول حركة حماس، وهو يمد يده لشعب الإمارات، ويقول لهم: لا تصدقوهم، فبيوتهم هي بيوتنا نحن، وإن صدقتم أكاذيبهم عن السلام، ستصير بيوتكم يا شعب الإمارات هي بيوتهم، كما صارت بيوتنا بيوتهم!
آفي ديختر الذي يمد يده لشعب الإمارات بالسلام هو صاحب مقولة "إذا لم تنفع القوة مع العرب، فسينفع معهم المزيد من القوة"، فهل شعب الإمارات من العرب أم من أقوام أخرى؟ ليتعامل معهم ديختر بشكل إنساني، ولمزيد من تعريف العرب في الخليج بشخصية آفي ديختر الذي تحدث لهم بالعربية، مرحبًا بالسلام معهم، ومهنئهم بطيب العيش مع السلام الإسرائيلي، آفي ديختر هذا هو المبادر الأول في عام 2011 الذي طرح في الكنيست قانون "قومية الدولة اليهودية"، بصيغتها الأشد تطرفًا، وهي الصيغة التي تحدثت بوضوح عن شطب الوجود العربي، وإلغاء مكانة اللغة العربية، كمؤشر إلى عمق توجهات القانون، الذي جرت صياغته في "المعهد الاستراتيجي الصهيوني"، وهو مركز تابع لليمين المتطرف.
آفي ديختر هو الصهيوني الأكثر تطرفًا تجاه غزة، ويهددها بالفناء، ويتحدث عن احتلالها، وتصفية المقاومة فيها، وكان من أشد المعارضين للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة سنة 2005، وعُرف عنه، أنه كان من دعاة استئناف جرائم الاغتيالات للعرب الفلسطينيين.
آفي ديختر خدم في وحدة "ساييرت ماتكال"، وشارك في عمليات التصفية الميدانية السرية التي نفذتها الوحدة، وأشرف بنفسه على تصفية عدد من العرب، وشارك في تنفيذ شتى المهام الميدانية في غزة ولبنان. وفي عام 1987 مُنِحَ وسام قائد المنطقة الجنوبية لقيامه بمطاردة عربي فلسطيني بالقرب من مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة، وأطلق النار عليه من مسافة 40 مترًا فقتله.
فهل عرف شعب الإمارات العربي هذا الغريب آفي ديختر الذي يمد لهم يد السلام؟
قبل سنوات، بكى الشاعر محمود درويش أمام بيته الذي استولى عليه الصهاينة، وقال:
سلم على بيتنا يا غريب
فناجين قهوتنا لا تزال على حالها
هل تشم أصابعنا فوقها؟