يشاع في إعلام العدو الإسرائيلي بأن ما حصل من وقف للتوتر بين المقاومة الفلسطينية في غزة وجيش الاحتلال إنما هو نتيجة مخاوف الطرفين من جائحة كورونا، أي أن العدو وحماس يسعيان لمحاربة فيروس كورونا وكلاهما ليس بحاجة إلى معارك أخرى تشغلهم عن هذا الهدف، كما يشاع أيضًا أن فترة الهدوء التي اتفق عليها مؤخرًا لن تستمر طويلًا لعدم موافقة "إسرائيل" على تنفيذ كل مطالب المقاومة ومنها إدخال أكثر من 100 ألف عامل من غزة للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 48.
بداية ننبه المواطن الفلسطيني إلى أن كل معلومة تصدر عن العدو الإسرائيلي وتخصنا هي معلومة كاذبة ما لم تؤكد صحتها جهة فلسطينية رسمية موثوقة، مثل مسألة إدخال عمال فلسطينيين للعمل داخل الخط الأخضر، فنحن لا نعلم مدى صحة هذه المعلومة ولا نأخذ بها، وقد يكون الهدف من زجها في إطار التحليلات الإسرائيلية خلق بلبلة لعدم إحاطتنا بتفاصيل شروط المقاومة.
الإعلام الإسرائيلي يزعم أن جائحة كورونا أدت إلى التوصل إلى تهدئة، وهذا يعني أن العدو استعان بفيروس من أجل إنزاله عن شجرة غطرسته وعنجهيته، والحقيقة أن مقاومة شباب وأطفال غزة ببالوناتهم البسيطة أجبرت العدو على التنازل وليس الفيروس، لا سيما أن العدو يعلم أن استهداف مطلقي البالونات سيدخله في معركة قد يخسر فيها أضعاف ما خسره عام 2014. وصول الجائحة إلى قطاع غزة زاد من شروط المقاومة ولكنه لم ولن يؤثر في أولويات وأهداف المقاومة وأولها رفع الحصار كاملًا عن القطاع كخطوة أساسية في مسيرة التحرير الشامل للأراضي الفلسطينية.
المحللون الإسرائيليون يتوقعون ألَّا يستمر الهدوء طويلًا بين المقاومة والمحتل الإسرائيلي، ونحن نعتقد عدم استمراره بالتوازي مع استمرار الحصار على قطاع غزة، لأن الشعب الفلسطيني يرفض استمرار العدوان الإسرائيلي المتمثل بالحصار. المقاومة الفلسطينية في غزة أكدت في أكثر من مناسبة أن صبرها نفد وأنها لن تنتظر إلى الأبد، تلك التصريحات صدرت قبل وبعد جائحة كورونا، وعلى المحتل الإسرائيلي رفع الحصار وقبول الحلول السلمية المرحلية التي أجمعت عليها فصائل المقاومة إذا أراد أن ينعم بالأمن لبضع سنوات بقيت له على أرض فلسطين.