فلسطين أون لاين

تخوف إسرائيلي من سلسلة هجمات فلسطينية على الطريق

تزداد المخاوف الإسرائيلية من فرضية أن تكون العمليتان الأخيرتان مقدمة لاندلاع سلسلة جديدة من الهجمات، حتى لو كانت في إطار العمليات الفردية، وليست المنظمة، كالطعن بالسكاكين أو الدهس بالسيارات، لاسيما وأن ذلك يتزامن مع توقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية منذ الحديث عن خطة الضم.

يثق الإسرائيليون بأن التنسيق الأمني سيعود عاجلاً أو آجلاً، بزعم أنه بمصلحة السلطة بجانب "إسرائيل"، وبدون الجهد الأمني والعسكري الذي تبذله الأخيرة، فقد تفقد السلطة سيطرتها على الوضع في الضفة، وتكون قوى أخرى، على رأسها حماس، قادرة أن تحل محلها، وإن كان ذلك إيحاء إسرائيليا موجها لزيادة التوتر الفلسطيني الداخلي.

فرضية أخرى ينطلق منها الإسرائيليون في تحليلهم لدوافع وعوامل وقوع آخر عمليتين، تتمثل بوجود ثغرات أمنية على طول حدود الضفة، تم إهمالها مؤخرًا من الجيش والأجهزة الأمنية، رغم أن خليل دويكات، منفذ عملية بتاح تكفا، دخل فلسطين المحتلة بتصريح رسمي، ولم يحتج للتسلل من ثغرات جدار الفصل العنصري.

تزعم المحافل الأمنية الإسرائيلية أن آخر هجومين فلسطينيين يتطلبان المسارعة باتخاذ إجراءات فورية لإصلاح الثغرات على حدود الضفة الغربية، ولحماية التجمعات الاستيطانية، لأن هذه الهجمات تظهر إمكانية فلسطينية واستعدادا لتنفيذها، ما يعني أن كل شيء ممكن ومتوقع، في ظل وجود بنى تحتية في الضفة الغربية تنامت في السنوات الأخيرة باسم التهدئة الأمنية، وصفتها المؤسسة العسكرية بأنها "حدود التنفس" التي سمحت بتهدئة الأراضي الفلسطينية، لكنها الآن تشكل تحديًا أمنيًا.

في الوقت ذاته، تتخوف الأوساط الإسرائيلية أن عدم قيام الجيش بما هو مطلوب منه لوقف تنفيذ عمليات قادمة، يعني أن يسقط المزيد من القتلى الإسرائيليين على الطريق، فآخر هجومين يضافان لسلسلة عمليات أخرى نفذها فلسطينيون يسهل عليهم دخول "إسرائيل"، حيث تمر الحشود منهم يوميًا عبر ثغرات الجدار الفاصل، وتنفيذ عملياتهم، ما يعني أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين باتت مهمتهم انتظار العملية القادمة.

تطرح العمليات الفلسطينية تساؤلات حول طبيعتها، وما يدور في ذهن الفلسطيني قبيل تنفيذها، وما تكشفه من جملة الدوافع التي تقف خلف تنفيذها، خاصة في ظل الأبحاث الأمنية الإسرائيلية التي تحدثت عن أهم عوامل تزايد هذه العمليات المسلحة، وهي العوامل الأيديولوجية المتمثلة بأحداث جيو-سياسية، وتقليد لهجمات سابقة.

وحين يتم تكثيف هذين العاملين بالتحريض السياسي الفلسطيني، فإن الدافع الأيديولوجي القومي والديني يصبح صاحب التأثير على قرار الفلسطيني بتنفيذ الهجمات المسلحة بنسبة 60٪، وبالتالي تنشأ ظاهرة بين الفلسطينيين لتمجيد منفذي العمليات المسلحة ضد الإسرائيليين.