في 29 مارس من عام 2017 التقى المبعوث الأمريكي للسلام جيسي جرينبلات مع السيد محمود عباس في رام الله، وقدم له جملة من الشروط لاستئناف المفاوضات مع الصهاينة، وكان أخبث شرط هو الشرط التاسع، يقول:
التوقف عن تحويل أموال إلى قطاع غزة لأن ذلك يساهم في تمويل مصروفات حركة حماس.
وانتهى الاجتماع الذي عقد بتاريخ 29/3/2017 بسلام، وبدأ السيد محمود عباس في تطبيق الشروط الأمريكية التسعة، لكسب الرضا الإسرائيلي والأمريكي، وبدأ من غزة، حيث فرض السيد عباس إجراءات عقابية ضد قطاع غزة بتاريخ 16/4/2017 أي بعد أسبوعين من تسلم الشروط الأمريكية، وقد تم التوقف عن صرف رواتب الكثير من موظفي قطاع غزة، وبدأ الخصم من رواتب الموظفين بنسب قد تصل إلى 50% أحياناً.
(راجع مقال ما هي الشروط الأمريكية التسعة؟ د. فايز أبو شمالة).
وما زالت الإجراءات العقابية مفروضة على أهالي قطاع غزة حتى يومنا هذا، وما زالت الخصومات مفروضة على موظفي قطاع غزة حتى يومنا هذا، وذلك بالرغم من صدور قرار من المجلس الوطني يطالب بوقف الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة، ورغم صدور قرار من المجلس المركزي بالطلب نفسه، ورغم المناشدات الدولية والإنسانية والحقوقية، فما زال السيد محمود عباس يصم أذنيه، وما زالت تعليماته لرجال السلطة باستمرار الإجراءات العقابية ضد غزة، وذلك رغم استقالة جيسي جرينبلات نفسه، وابتعاده عن القرار، واعتزاله السياسة، فما زال الشرط الذي وضعه ضد أهل غزة نافذاً حتى يومنا هذا.
بعد أيام، مطلع شهر أيلول من هذا العام سيعقد الإطار القيادي الموحد في رام الله وبيروت، بمشاركة قادة التنظيمات الفلسطينية، وهذه فرصة واختبار، فرصة المطالبة التنظيمية برفع العقوبات عن غزة، واختبار لمصداقية التوجه السياسي للقيادة الفلسطينية في المرحلة القادمة، فمن لا يرفع العقوبات عن غزة لن يطالب برفع الظلم عن فلسطين، ولن يطالب بوقف الاستيطان، ووقف تهويد المقدسات، غزة هي العنوان، وعلى الشعب الفلسطيني أن يرفع الصوت عالياً، وأن ينبه السيد محمود عباس أن جيسي جرينبلات قد مات، وانتهى سياسياً، وانتهت شروطه. قولوا للسيد محمود عباس: جيسي جرينبلات مات، لعل وعسى يعاود صرف رواتب موظفي غزة، ويرفع العقوبات، فكورونا ضيق أنفاس الناس، والبيوت لا تكف عن هات، هات!
تقول الحكاية:
أمر سيدنا سليمان ملك الجن أن يشعل النيران بالقرب من وادي بيسان، وذلك كي تنزل المياه ساخنة إلى حمام السخنة، واستمرت هذه الحال سنوات طويلة.
وحين مات سيدنا سليمان، فرح الجن، وظنوا أن العمل في جلب الحطب لإشعال النار وتسخين المياه قد توقف، فذهبوا إلى ملك الجن، وقالوا له: إن سيدنا سليمان مات!
ولكن ملك الجن كان قد بلغ من العمر عتياً، وصار أطرش لا يسمع، فلم يستجب للجن، ولم يرد على طلبهم.
فعاود كبار الجن الصراخ قرب أذن ملكهم، وهم يقولون له: سيدنا سليمان مات!
ولكن ملك الجن لم يسمع كلامهم، وقال لهم: واصلوا جمع الحطب وإشعال النيران.
قالوا له: سيدنا سليمان مات.
فظن ملك الجن أنهم يقولون له: لم نجد حطباً يابساً للنار.
فقال لهم: اخضر يابس هات.
هم يقولون لملك الجن: سيدنا سليمان مات.
وملك الجن يقول لهم: أخضر يابس هات.
وغزة تقول: جيسي جرينبلات مات، وما زال قرار رام الله: واصلوا فرض العقوبات!