فلسطين أون لاين

تقرير بدائل الطاقة الكهربائية بغزة.. تغطية منقوصة للاحتياجات وأثمان مرتفعة

...
تركيب ألواح الطاقة البديلة في قطاع غزة (أرشيف)
غزة/ رامي رمانة

في ظل تقلص إمدادات التيار الكهربائي في قطاع غزة، جراء توقف محطة التوليد عن العمل، يضطر الأفراد والمؤسسات المنتجة إلى البحث عن بدائل، كاستخدام المولدات الخاصة، أو تركيب خلايا شمسية، غير أن تلك البدائل تبقى تغطيتها منقوصة وأثمانها مرتفعة.

والثلاثاء الماضي، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيلها على إثر وقف الاحتلال إمدادات الوقود ضمن العقوبات التي فرضتها على غزة، بزعم الرد على إطلاق البالونات الحارقة.

وتزود شركة الكهرباء الإسرائيلية قطاع غزة بنحو( 120 ) ميغاواط من الكهرباء فيما كانت تزود محطة التوليد القطاع بــ63 ميغاواط، بيد أن الخطوط المصرية خارجة عن الخدمة منذ مارس 2018.

وأوضح مسؤول شركة مأرب للصناعة والتجارة، صلاح المقادمة، أن توفر الكهرباء بصورة دائمة ضرورة ملحة لمزاولة نشاط شركته والمصنع التابع لها، وأن توقف محطة التوليد عن العمل أضره كثيراً.

وقال المقادمة لصحيفة "فلسطين" إن تكلفة استهلاك الكهرباء من اشتراكه من مولد خاص تزيد 75% عن استهلاك الكهرباء الموصلة من شركة التوزيع".

وبين المقادمة أنه يدفع في العادة ثمن استهلاكه للكهرباء الواردة إليه من شركة التوزيع شهرياً نحو 1000 شيقل، في حين أنه يدفع للمولد الخاص نحو 5 آلاف شيقل وأكثر.

ودعا المسؤولين إلى البحث عن حلول عاجلة، لأزمة الكهرباء، مشيراً إلى أن القطاع الصناعي مهدد بالخطر ان استمرت محطة التوليد متوقفة عن العمل.

من جهته قال المواطن يوسف عمران، إنه يغطي احتياج أسرته من الكهرباء عبر اشتراكه مع أحد أصحاب المولدات في منطقة سكناه، حيث إنه يشتري منه الكيلو الواط  بـ 4 شواقل، وهو سعر مرتفع.

وأضاف عمران لصحيفة "فلسطين" أن صاحب المولد يشترط عليه دفع 50 شيقلا كحد أدنى حتى لو لم يستهلك الكمية المخصصة له لأي سبب كان، مشيراً إلى أنه يدفع شهرياً من 100-120 شيقلا، يضاف إليها 60 شيقلا يدفعها لشركة التوزيع.

وأشار عمران إلى أنه كان يستخدم في السابق نظام، )يو بي أس)  لكنه عزف عنه منذ عامين، لأنه بحاجة إلى تيار كهربائي يمكنه من تشغيل الأجهزة الكهربائية الكبيرة التي تحتاج إليها أسرته.

بدوره أكد المسؤول السابق في شركة توزيع الكهرباء جمال الدردساوي، أن تكلفة الطاقة البديلة مرتفعة وتغطيتها للاحتياجات تبقى منقصوقة.

وقال الدردساوي لصحيفة "فلسطين"، إن اشتراك الأفراد والشركات والمصانع في المولدات الخاصة أو وضع خلايا شمسية لاشك أنها تساهم في ايجاد حل لبعض المشكلات لكنها لا تساهم بالحل الكامل، ذلك أن أزمة الكهرباء مستمرة منذ 15 عامًا.

وأضاف أن ثمن كيلو الكهرباء من محطة التوليد دون النصف شيقل، بيد  أن الوارد من أصحاب المولدات يتراوح من 4-5 شواقل، وهي تكلفة مرتفعة جدًا، كما أن أسعار الخلايا الشمسية والبطاريات مرتفعة وبحاجة إلى صيانة دائمة وهي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي القائم لدى عامة الناس.

ويرى الدردساوي أنه ينبغي العمل على إيجاد حلول جذرية وعاجلة لمشكلة الكهرباء، كتشغيل محطة التوليد عبر الغاز وتأمينها من اعتداءات الاحتلال، أو زيادة امدادات الكهرباء القادمة من الجانب المصري أو الإسرائيلي، مع إجراء اصلاحات على شبكة التوزيع لازالة التعديات، واصلاح الخطوط المهترئة.

ويحتاج قطاع غزة إلى (500) ميجاواط من الكهرباء يومياً، بيد أن نسبة العجز اليوم وصلت (75%)، وعليه تخطت ساعات القطع اليومي نحو (15) ساعة متواصلة مما أحدث إرباكا في عمل آبار المياه، ومحطات التصريف، والمخابز والمصانع وغيرها من القطاعات الخدماتية والإنتاجية.