اتهمت عائلة فلسطينية في مخيم الأمعري قرب مدينة رام الله، مجمعَ فلسطين الطبي بالتسبب في نقل عدوى جائحة فيروس كورونا المستجد إلى 25 فرداً منها، جراء الإهمال وعدم إجراء المجمع أي فحوصات طبية للتأكد من إصابتهم بالمرض التاجي.
وقالت وفاء الشرقاوي وهي إحدى المصابات بفيروس كورونا في حديثها لـ"فلسطين" عبر الهاتف: "بدأت القصة حين ظهرت على عمي الكبير الحاج غازي 64 عاماً أعراض فيروس كورونا، وهنا حولناه إلى مجمع فلسطيني الطبي في مدينة رام الله، ولكن لم يُتعامل معه وفق بروتوكول وزارة الصحة المعلن".
وأضافت الشرقاوي: "يوجد داخل مجمع فلسطين الطبي خيمة خاصة للمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، وكان من المفترض إرسال عمي إليها، ولكن الأطباء أصروا على أنه غير مصاب، حتى أنهم لم يجروا له فحصا لدرجة حرارة جسمه، ولكن تم تشخيصه بأنه مصاب بشد عضل".
وأوضحت الشرقاوي أن الطواقم الطبية في المجمع الطبي اكتفت بكتابة علاج، ومسكنات لعمها، وهو ما دفعه للعودة للبيت، والاختلاط بجميع أبناء العائلة الذين زاروه بشكل متتابع كونهم يقطنون بجوار بعضهم بعمارة سكنية.
وبينت أنه بعد يوم واحد من مغادرة عمها المستشفى، شعرت زوجته بهزال وبعض الأعراض الأخرى، كارتفاع في درجة الحرارة، وتعب شديد، وهو ما استدعى تحويلها فوراً إلى مجمع فلسطيني الطبي.
وأشارت إلى أن الأطباء في المجمع لم يحولوها إلى الخيمة الخاصة بالأشخاص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، بل شخصت بأن لديها التهابا حادا في الصدر، دون إجراء أي فحص لها، ثم تم إعطاؤها ورقة للخروج، مع عدم تحذير أهلها بضرورة أخذ الحيطة والحذر من إمكانية إصابتها بالفيروس.
وتكمل الشرقاوي حديثها: "بعد إصابة زوجة عمي انتابنا خوف وشكوك بأن هناك أمرا غير صحي يحدث، وربما أصيب عمي وزوجته بفيروس كورونا، لذلك قررنا حجر أنفسنا نحن سكان 6 شقق في عمارتين، وعدم الاختلاط بالناس، والاتصال بمن خالطنا لتحذيره ومطالبته بضرورة إجراء الفحص".
ولفتت إلى أن العائلة أنشأت مجموعة عبر برنامج الاتصال الفوري "واتس آب"، للحديث والتواصل مع بعضهم تجنباً للقاء المباشر وانتقال عدوى الفيروس، والحديث عن الإجراءات التي سيتخذونها.
وبينت أنه بعد يوم واحد من العزل المنزلي الاختياري لهم، ظهرت بعض الأعراض على ضحى 21 عاماً، وهي إحدى المخالطات للمصاب الأول وهو عمهم غازي، حيث تم نقلها إلى المستشفى، وهناك سريعاً تم إجراء فحص كورونا لها، وظهرت النتيجة إيجابية أي مصابة.
وأردفت بالقول: "أصيب جميع أفراد العائلة بحالة من الخوف والذهول والغضب من إهمال الطواقم الطبية في مجمع فلسطين الطبي وعدم قيامهم بالبرتوكول المعمول به من قبل وزارة الصحة، وغياب أي طبيب عن الخيمة المخصصة لفحص المشتبه بهم".
وأشارت الشرقاوي إلى أنه بعد تأكيد إصابة ضحى، بدأت وزارة الصحة بأخذ مسحات من جميع أفراد العائلة ليتبين لاحقاً إصابة 25 فرداً منهم بفيروس كورونا، بينهم سيدة كبيرة عمرها 87 عاماً، تم نقلها إلى المستشفى، ووضعها تحت أجهزة التنفس الاصطناعي بسبب تقدمها في العمر.
وبينت أن غالبية أفراد العائلة تعافوا من فيروس كورونا بعد أيام عصيبة مروا بها، وحجر منزلي استمر 14 يوماً متواصلة.
الشرقاوي طالبت وزارة الصحة في رام الله بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف حول الإهمال الطبي في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وعدم وجود أي من الأطباء داخل الخيمة المخصصة لفحص واستقبال المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد.