أبدت منظمة الصحة العالمية، "قلقها الشديد" من اقتراب موعد بدء العام الدراسي الجديد في الضفة الغربية المقرر في 6 سبتمبر/ أيلول المقبل، تزامنًا مع ارتفاع ضحايا فيروس "كورونا".
وطالبت مسؤول برنامج الوبائيات في "الصحة العالمية"- مكتب فلسطين، د. رندة أبو ربيع، باتخاذ إجراءات مناسبة "ترتقي إلى مستوى الحدث وتكفل استجابة الجمهور للإجراءات الوقائية التي تقرها الجهات الرسمية، لأن ليس هناك فائدة وضع إجراءات لا يتجاوب معها الجمهور".
وأضافت أبو ربيع في تصريحات لـ"فلسطين": "حذرنا في المنظمة من أن هناك خطورة وقلق من الوضع العام ليس في فلسطين فحسب، بل في الشرق الأوسط كله، فنحن جزء من المنظومة العالمية".
وبحسب معطيات رسمية، فإن عدد الإصابات بـ"كورونا" في الأراضي الفلسطينية بلغ 24,698، حتى ظهر أمس، بينها 18,367 إصابة في الضفة الغربية و6,222 في القدس المحتلة، وبينما بلغ عدد الوفيات 138 وفاة، فإن عدد المتعافين وصل لـ15.338.
وتابعت أبو ربيع: "حين انتشرت الأعداد المتسارعة والمتزايدة منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي في الضفة الغربية، أدركنا أننا دخلنا مرحلة جديدة تحتاج إلى منظومة صحية أكثر حدة وشدة في مواجهة الوباء".
وشددت على أن "أعداد الإصابات في تزايد مستمر في الضفة الغربية، ومن ينظر إلى الفحوصات التي تتم وعدد الحالات المثبتة يكتشف أن هناك زيادة شديدة وعالية في عدد الحالات المصابة".
وأكملت: "نحن مع العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيًا ووفق مراحل لكن مع اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية إلى حين اكتشاف اللقاح والعلاج اللازم. ونتوقع أن عدم اتخاذ إجراءات اضافية سيؤدي إلى إصابة طلبة مدارس، ولك أن تتخيل ماذا سيحدث إذا انتشر الوباء على مستوى المدارس"؟
وفي السياق أكدت أبو ربيع أن "الصحة العالمية" تنظر بعين القلق وما تزال للوضع في الضفة، وتعمل بالشراكة مع وزارة الصحة من أجل اتخاذ الاجراءات التي من شأنها أن تحد من انتشار الوباء.
وأشارت إلى أن إحدى القرى في نابلس شمال الضفة، لا يزيد عدد سكانها عن 3 آلاف نسمة، وبعد الفحص المبدئي اكتشف إصابة 200 حالة مؤكدة وما يزال العدد في زيادة كبيرة بسبب عرس أقيم في البلدة.
وأكدت ضرورة إغلاق الصالات ليس منعًا لأفراح المواطنين، بل لمنع التجمعات بأعداد كبيرة لمنع انتقال الفيروس، مشيرة إلى أن المواطن يستطيع أن يتهرب من الإجراءات، لكن عليه أن يصل لمرحلة الإيمان بأن هذه الإجراءات الوقائية ما وجدت إلا لحمايته وعائلته.
يشار إلى أن تخفيف الجهات الرسمية إجراءاتها الصارمة في الضفة الغربية في مايو/ أيار الماضي، ساهم في انتشار الفيروس تزامنًا مع تنقل أعداد كبيرة من المواطنين والعمال إلى الأراضي المحتلة عام 1948 التي تعد من المناطق الموبوءة.
من جهته، يقول مسؤول لجنة الدفاع عن أهالي مدينة الخليل، هشام الشرباتي، إن مواجهة الفيروس يتطلب من الجهات الرسمية والمسؤولة تنفيذ حملات توعية كبيرة.
وشدد الشرباتي في تصريح لـ"فلسطين"، على أن ذلك يتطلب إجراءات أكثر صرامة من السلطة وجهات انفاذ القانون في الضفة الغربية لإلزام المواطنين بالإجراءات الوقائية التي من شأنها حماية المواطنين.
ويتزامن هذا وتوقع المتحدث باسم وزارة الصحة في رام الله كمال الشخرة، في تصريحات أمس، ارتفاع أعداد المصابين بـ"كورونا".