أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى اليوم السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة الاعتقالات ضد المقدسيين كورقة ضغط بطريقة ممنهجة ومقصودة لدفعهم إلى ترك أرضهم ومقدساتهم طواعية لإيجاد حياه أمنة وكريمة بعيدًا عن منغصات الاحتلال واستهدافه المستمر لهم.
وجاء ذلك في ورقة عمل قدمها مدير المركز الباحث رياض الاشقر خلال ملتقى نظمه اتحاد الأكاديميين الفلسطينيين بعنوان "واقع مدينة القدس المؤشرات المستقبلية ومقومات الصمود".
وبين الأشقر أن الاحتلال منذ عشرات السنين يستخدم العديد من الوسائل لتهجير الفلسطينيين من القدس، ولكن تبقى الاعتقالات الأسلوب الأكثر خطورة والذي يعول عليه الاحتلال كثيرًا في دفع الفلسطينيين المقدسيين لترك أرضهم وتهجيرهم.
وذكر أن الاعتقالات غدت ظاهرة يومية ملازمة للمقدسيين وأداة لممارسة الضغوطات عليهم وإخضاعهم وإرهابهم وفرض سياسة الأمر الواقع، لتهجير السكان وإفراغ المدينة من أهلها الأصليين لصالح الاحتلال وردعهم عن التصدي لمخططات الاحتلال بحق المدينة المقدسة.
ونبه الأشقر إلى خطورة الاعتقالات ضد المقدسيين كونها سياسة ممنهجة لاستنزاف المقدسيين وخلق واقع معيشي واقتصادي وأمنى قاسى، يستهدف كل مناحي حياتهم، بحيث تصبح مهددة وغير مستقرة، لدفعهم الى الهرب والابتعاد لإيجاد حياه أمنة.
وأشار إلى أن الاحتلال يتعامل مع المقدسيين كمقيمين دائمين، لذلك لا يسمح لهم القيام بأي أعمال دعائية أو سياسية أو تعبوية أو إظهار انتماءهم للقضية الفلسطينية، ولو برفع علم فلسطين، أو المشاركة في أي فعاليات تأخذ طابع التصدي لمخططاته.
وقال: "لذلك يغلظ الاحتلال من العقوبات بحق المقدسيين بالأحكام القاسية والغرامات المالية الباهظة التي تثقل كاهلهم، وعمد في السنوات الخمس الاخيرة من تصعيد استهدافهم بالاعتقال والاستنزاف البشرى، والذي يأتي في إطار الاستهداف المباشر للأقصى والمقدسات وللوجود الفلسطيني وللمكانة التاريخية والدينية للمدينة".
وكشفت الدراسة التي قدمها الباحث الأشقر أن مجموع حالات الاعتقال في صفوف المقدسيين منذ بداية عام 2015 وحتى نهاية يوليو الماضي ما يزيد عن 11 ألف حالة اعتقال منهم 3500 طفل، وحوالي 500 امرأة وفتاة.
بينما أصدر الاحتلال خلال السنوات الخمسة الماضية وحتى النصف الأول من العام الجاري ما يزيد عن (2500) قرار إبعاد بحق المقدسيين سواء عن المسجد الأقصى، أو القدس القديمة، وأصدر ما يزيد عن (1500) قرار بالحبس المنزلي خلال تلك الفترة.
وذكر الأشقر أن الاحتلال يركز في استهداف المقدسيين على فئة الأطفال، حيث أن ثلث حالات الاعتقال التي تستهدفهم هي لأطفال قاصرين، والذين يشكلون خط الدفاع الأول عن القدس، من خلال الالتحام مع جنود الاحتلال في الاحياء المختلفة والتصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بجانب الرجال والمرابطات.
وطالب بتدريب كادر قانوني لدراسة قوانين الاحتلال التي تطبق على أهل القدس، ومحاولة استغلالها لخدمة المقدسيين وتعزيز صمودهم، وتوفير الدعم المالي والنفسي والاجتماعي والقانوني لهم لمساعدتهم على الصمود، وتوثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحقهم والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.
وأوصى الأشقر بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين لدعمهم في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها، وفضح سياسته بحق المقدسيين واستنزافهم بشريًا، وكذلك توفير الدعم القانوني المكثف لأسرى القدس وخاصه فئة الأطفال والنساء.