إن اتفاق العار التطبيعي الخياني المشبوه الذي أعلنه الرئيس الأمريكي (ترامب)، ورئيس الوزراء في الكيان (نتنياهو) مع دولة الإمارات يؤسس لمرحلة جديدة، ومؤامرة جديدة على القضية الفلسطينية، تستهدف استكمال صفقة القرن الأمريكية في سرقة أرض فلسطين، وهو يشكل الضرر الكبير على قضيتنا الفلسطينية ومقدساتنا، ويمثل طعنة في ظهر شعبنا الفلسطيني وتضحياته الجسام.
إن قضيتنا الفلسطينية المباركة تمر هذه الأيام بتحديات خطيرة، وتتكالب عليها المؤامرات، مع الوقائع الميدانية على الأرض التي تستدعي مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الإنسان والأرض الفلسطينيين، إذ يسعى العدو الصهيوني بين الفينة والأخرى إلى فتح العلاقات والأبواب العربية المؤصدة أمامه، لإيجاد قبول له في المنطقة تحت مسميات التعايش والسلام؛ لذلك إن الاحتلال الصهيوني يبذل جهودًا كبيرة في تطبيع علاقاته مع الدول العربية من أجل الخروج من أزماته، وصبغ جرائمه ومجازره بحق شعبنا الفلسطيني بالشرعية.
إن الاحتلال الصهيوني يبحث دومًا عن مكان له في المنطقة العربية، لذلك يركض لاهثًا خلف اتفاقيات التطبيع وتنسيق العلاقات مع أي دول عربية أو غربية من أجل الإيهام للعالم أن دولة الكيان الصهيوني الدولة السرطانية المارقة هي دولة تحترم الحريات والديمقراطية، وتمتد يدها للسلام مع الشعوب العربية، وهي لها وجود على أرض فلسطين؛ هذه النظريات الصهيونية يعمل رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) على ترويجها للصهاينة، من أجل البقاء مدة أطول على سدة الحكم في "إسرائيل" والهروب من جرائمه الجنائية وفساده في الحكم.
قبل أيام ظهر علينا الرئيس الأمريكي (ترامب) وحليفه رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) في اتفاق التطبيع الجديد تحت مسمى الإنعاش الاقتصادي، وتوسيع العلاقات، وهو جزء من صفقة القرن الأمريكية التي تستهدف سرقة ما تبقى من أرض فلسطين المباركة، وتستهدف تثبيت أركان الكيان الصهيوني على أرضنا المحتلة؛ بل إن توقيع اتفاق التطبيع له دلالات كبيرة على الوضع السياسي الذي تمر به القضية الفلسطينية، والوضع العربي الذي تمر به دولنا العربية التي تعيش حالة من التيه والضياع والتشتت الداخلي.
إن اتفاق التطبيع الإماراتي المشبوه يأتي مع مرور واحد وخمسين عامًا على إحراق المسجد الأقصى المبارك، عندما أقدم الصهاينة في اليوم المشؤوم 21/8/1969م على إحراق مساحات كبيرة من المسجد الأقصى المبارك، وأتت النيران على منبر صلاح الدين ولم يتبق منه شيء؛ ومع تواصل الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك، وتواصل جرائم قطعان المستوطنين بالاقتحامات اليومية، والاعتداءات على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، كل هذه الجرائم وغيرها من جرائم تدمير المنازل في القدس المحتلة؛ مع هذه الوقائع الميدانية اليومية، وهذا المشهد الأليم واستمرار جنود الاحتلال بقتل أبناء شعبنا الفلسطيني أمام أعين الكاميرات وأمام العالم دون حسيب أو رقيب؛ يعلن الرئيس الأمريكي المجرم (ترامب) اتفاق التطبيع الجديد الذي يؤسس لمرحلة جديدة ستمر بها القضية الفلسطينية، ويؤسس لاستكمال مشاريع ومخططات صفقة القرن الأمريكية، بتطبيع علاقات الكيان الصهيوني وتمهيد الطريق أمام الصهاينة ليكون لهم مكان واسع في دول الخليج يسرحون ويمرحون بموافقة أمريكية، في حين تتواصل جرائم الاحتلال تجاه الإنسان والأرض الفلسطينية.
يجب على الكل العربي والمسلم مقاطعة الصفقات والاتفاقات المشبوهة، التي تنهي الحلم الفلسطيني وتنهي المشروع الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس؛ وتشجع الكيان على ارتكاب المزيد من جرائم القتل والتهويد والاستيطان بحق الشعب الفلسطيني وأرضه.