ثمة معركة يمكن أن يقال عنها إنها كسر عظم بين السلطة في رام الله وحماس في غزة، ولا ندري هل سبب هذه المعركة المشحونة بتهديد عباس لغزة وحماس، هي بذريعة تشكيل المجلس التشريعي بغزة للجنة إدارية تساعد الوكلاء في تسيير عمل الوزارات، أم أنها بسبب وجود مخطط لتمرير الحل الإقليمي الاقتصادي، والذي يستهدف تجويع الناس للموافقة على الحل القادم، كنموذج ما قبل أوسلو؟ أم أن الأمر يجري بشكل معقد وشخصي فيه كل شيء إلا تخفيف أعباء غزة، وإمدادها بشيء من أكسجين الحياة؟!!
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن القيادة الفلسطينية ستتخذ خلال الأيام القادمة خطوات غير مسبوقة ضد حالة الانقسام في قطاع غزة.
وقال في خطابه بمؤتمر سفراء السلطة الفلسطينية في البحرين، نحن في وضع خطير جدًّا ونحتاج لخطوات حاسمة وغير مسبوقة، ويحتاج إلى خطوات حاسمة ونحن بصدد هذه الخطوات.
وأضاف: إنه بعد عشر سنوات نحتمل ونقدم الدعم لأهلنا في غزة وهو حق لهم علينا لكن نفاجأ بتلك الخطوة غير المسبوقة، أي يقصد خطوة حماس بتشكيل لجان إدارية لإدارة الحكم في غزة؟!
إن تشكيل لجنة إدارية لمساعدة الوكلاء وملء الفراغ الناتج عن عدم تحمل حكومة رامي الحمد الله مسئولياتها في غزة منذ اليوم الأول من التكليف، ولو قامت الحكومة بمسئولياتها بحسب اتفاق الشاطئ لما كانت اللجنة الإدارية ولا غيرها، لأن حماس تنازلت عن شرعية حكومة إسماعيل هنية بمحض إرادتها، والحكومة أهم من اللجنة الإدارية. إن حماس كانت وما زالت جادة في إنهاء الانقسام، وهذا ما أكده موسى أبو مرزوق في الرد على ما جاء في كلمة رئيس السلطة في اجتماع السفراء الفلسطينيين في البحرين، حيث قال في المقابل القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق: إن أسلوب التهديد والوعيد الذي يمارسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يجني منه أي شيء، وأن تهديد "عباس" باتخاذ خطوات غير مسبوقة للتعامل مع الانقسام الفلسطيني، هو هروب للأمام وعدم رغبة في التعامل مع استحقاقات المصالحة.
وأكد أن بيد السلطة الكثير من الأوراق الاقتصادية التي يمكن أن تمارسها لجهة مزيد من التضييق على قطاع غزة، وذكر منها اقتطاعات الرواتب بنسبة ٣٠٪، وهو إجراء قاسٍ وغير مسبوق، ونضيف إليه حجب مخصصات الشؤون الاجتماعية عن أكثر من (٦٠٠) عائلة من غزة، وهو إجراء قاسٍ في حق الشريحة الأكثر ضعفًا بين السكان في غزة، ومشكلة الكهرباء عائدة لتنفجر من جديد خلال أيام معدودة.
وأكد عباس في البحرين أن قيادة السلطة عملت على إنهاء الانقسام وحاولت دول عربية مثل مصر سابقًا وقطر في محاولة لرأب الصدع الفلسطيني، لكن حماس اتخذت خطوات إلى الوراء بذلك، على حد تعبيره.
وفيما قاله عباس نظر، لأن به أخطاء عديدة، ووعيد أكثر، والأمر لا يحتمل، والحياة في غزة صعبة وكأن ما يجري هو من تمهيدات للتخلي عن غزة.