أكد ناطقان باسمَي حركتي حماس وفتح تقديم دولة قطر، مبادرة جديدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وحل الملفات العالقة، ولم تتضح بعد تفاصيلها أو معالمها بشكل رسمي.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة حماس، إن "قطر"، تقدمت مؤخراً بمبادرة، لإتمام المصالحة مع حركة فتح، وتضمنت تصورات لحل المسائل العالقة بين الطرفين.
وفضل قاسمل، عدم تقديم تفاصيل حول توقيت طرح المبادرة من قبل "الدوحة".
وأوضح أنها تضمنت "حلولاً لمشاكل موظفي قطاع غزة، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وتفعيل المجلس التشريعي".
وبيّن أن حركته تعاطت بإيجابية مع المبادرة، التي وصفها بالمهمة. واتهم المتحدث باسم "حماس"، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برفض المبادرة.
وقال قاسم:" من رفض المبادرة هو الرئيس عباس الذي أصر على أن يكون برنامجه السياسي هو برنامج الحكومة القادمة، ومعروف أن برنامجه السياسي لا يحظى بأي إجماع وطني".
وسبق للدوحة أن احتضنت عدة جولات للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، خلال السنوات الماضية.
وتمخضت المباحثات عن توقيع ممثلين عن الحركتين في فبراير/شباط 2012 "اعلان الدوحة للمصالحة الفلسطينية"، لكنه لم يُنفذ على الأرض.
وفي المقابل، نفى أسامة القواسمي، الناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية، تصريحات قاسم، وقال إن حركة حماس، هي من رفضت المبادرة القطرية، على حد قوله.
وأضاف القواسمي:" حماس ترفض كافة الحوارات، وتنفيذ كل الاتفاقيات، وترفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، وترفض تمكين الحكومة من ممارسة عملها في قطاع غزة".
إلا أن حركة حماس عادةً ما تدعو حكومة الحمد الله إلى ممارسة عملها في قطاع غزة وعدم التنصل من واجباتها تجاهه، وتطالب بتنفيذ المصالحة وفق اتفاقياتها المتفق عليها مع الفصائل.
ولم يصدر أي تعقيب رسمي من دولة قطر حول المبادرة.
وفيما لم يقدم المتحدثان باسم الحركتين تفاصيل حول المبادرة، قالت بعض الصحف العربية والفلسطينية، إنها قُدمت من قبل "الدوحة"، قبل ثلاثة أشهر لحركتي فتح وحماس.
وذكرت أنها تشمل آليات لحل ثلاثة ملفات خلافية أساسية، ستكون أساس الحوارات التي من المفترض أن تنطلق بين قيادات الحركتين خلال الأيام المقبلة في قطاع غزة.
من جانبه، أبدى أكرم عطا الله، المحلل السياسي والكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية، تشاؤمه من إمكانية نجاح المبادرة في إنهاء الانقسام.
لكنه أوضح ، أن المبادرة القطرية، قد تصلح أن تكون أساساً للحوار بين الجانبين، وبناء آليات لتنفيذ وتطبيق المصالحة.
وقال:" الأجواء معكرة والصدام بين غزة ورام الله يشتد، ولهذا على الحركتين التعامل بإيجابية مع المبادرة القطرية".
ورأى أن هناك إمكانية لتجاوز العقبات في حال توفرت الإرادة السياسية بين الجانبين.
وتابع:" في اللقاءات المرتقبة بين فتح وحماس قد تكون المبادرة القطرية مدخلاً لتحقيق المصالحة".
وكان فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة "فتح"، في قطاع غزة، قال، الأسبوع الماضي، إن وفداً من اللجنة المركزية للحركة سيصل القطاع، في الأيام القليلة المقبلة، للاجتماع بقيادة حماس، للتباحث بشأن تنفيذ اتفاقات المصالحة السابقة.
واتفق إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل (غير حكومي)، مع عطا الله في عدم تفاؤله بنجاح أي مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وتابع:" لا يوجد إرادة حقيقة ودولية لإنهاء الانقسام، ومن الواضح أن الرئيس عباس يقوم بخطوات تعمل على إرباك المشهد السياسي من خلال التهديد بتعميق الأزمات بغزة".
كما رأى المدهون أن أي إنهاء للانقسام بين حركتي فتح وحماس، بحاجة إلى إرادة دولية وبعيداً عما وصفها بـ"الضغوطات الإسرائيلية". وأردف في هذه المرحلة من الصعوبة الاستجابة للمبادرة والواقع يبدو أكثر تأزماً (..) المطلوب ضغط وتحركات شعبية لإنهاء الانقسام بين حماس وفتح".
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الأسبوع الماضي، أنه بصدد القيام "بخطوات غير مسبوقة بشأن الانقسام خلال الأيام المقبلة".
بدورها، عبّرت حركة "حماس"، عن رفضها لما قالت إنه "تهديد من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لقطاع غزة".
وخصمت السلطة من موظفيها في قطاع غزة بداية الشهر الجاري، نحو 30% من إجمالي قيمة رواتبهم عن مارس/آذار الماضي، وبررت حكومة الحمد الله الإجراء بالصعوبات المالية التي تواجهها.