هل تنجح قطر كعادتها الدبلوماسية في تخفيف الاحتقان الشديد بين محمود عباس وحماس؟! فبحسب القدس العربي فإنه "من المقرر أن تكون المبادرة القطرية، التي قدمت قبل ثلاثة أشهر لحركتي فتح وحماس، وتشمل آليات لحل ثلاثة ملفات خلافية أساسية، أساس الحوارات التي ستنطلق بين قيادات الحركتين خلال الأيام المقبلة في قطاع غزة، بهدف رأب الصدع في العلاقة وإنهاء حالة الانقسام السياسي القائم وتشكيل حكومة وحدة وطنية".
لا تقف المبادرة القطرية عند مقاربة الخلافات الحادة نظريا، بل تشتمل المبادرة القطرية التي قدمت قبل أكثر من ثلاثة أشهر على آليات عملية لحل الملفات الخلافية التي جرى تضمينها في اتفاقيات المصالحة السابقة، بهدف تسهيل الوصول إلى حل ينهي كل آثار الانقسام.
إن الوضع القائم يحتاج قطر ويحتاج الدول الخيرة ذات القدرة على التأثير السياسي والتأثير المادي، فغزة عانت كثيرا من أجل قضية فلسطين العادلة، التي هي قضية الأمة العربية والإسلامية الأولى والمركزية، ولا يجوز ترك غزة وحماس لتهديدات عباس وحاشيته، وهي تهديدات غير مبررة، وجاءت في ظروف متوترة، وحصار مشدد، وإغلاق معابر.
في نهايات أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي زار عباس العاصمة القطرية الدوحة، حيث كان في قطر وقتها كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ونائبه إسماعيل هنية، وربما التقاهما بوساطة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ولم تكن الأجواء متوترة، ولم يكن ترامب في البيت الأبيض بعد، فهل تغير الطقس السياسي بوجود ترامب، وحفنة من القيادات حوله ممن يمثلون الجماعات الاستيطانية في القدس، ويدفعون ترامب إلى التشدد في مقاربة القضية الفلسطينية، وقد عبر الأخير عن هذه السياسة أو عن بعض من محدداتها عندما التقى نتنياهو، وزعم كلاهما أن هناك حلولا للقضية الفلسطينية غير حل الدولتين؟! ، كان حل الدولتين يحمل في طياته خدعة، وكأن الرجلين كانا ينعيان هذا الحل للعالم .
وهنا نسأل: هل تم تأجيل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأمريكية واشنطن إلى مطلع شهر مايو أيار المقبل تنفيذا لهذه السياسة التي تدفع عباس لمزيد من الصدام مع حماس، والتي يصفها من يعرفون ترامب بسياسة رجل الأعمال والصفاقات.
هل يريد ترامب أن يلتقي عباس بعد أن يقوم الأخير بفعل شيء ما يؤكد أنه يتجه لحفظ أمن (إسرائيل) حتى ولو بصدام مع حماس، وحشر سكان غزة عمليا في أزقة العقوبات الاقتصادية والاجتماعية وتخفيض الرواتب.
في البيت الأبيض يتجهون للضغط على عباس، وعباس لا يملك أوراقا قوية، لذا فهو يتجه للضغط على حماس وغزة، مع أن المنطق يقول بوجوب عمل العكس والاتجاه نحو المصالحة والاستعانة بورقة حماس والمقاومة حتى لا يفقد الفلسطينيون البدائل، بعد الفشل الكبير في مشروع التفاوض وحل الدولتين. لذا قلنا في بداية مقالنا: هل تنجح قطر في جمع أوراق القوة من خلال جمع الطرفين وتنفيذ اتفاق المصالحة؟!