يتساءل بعض المتابعين للشأن الفلسطيني حول سبب تجميد أو تأجيل إعلان ما يسمى "بخطة الضم" التي أعلن عنها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو والقاضية بضم ثلاثين بالمائة من خيرة أراضي الضفة الغربية المحتلة لما يسمى " بإسرائيل" حيث كان سيعلن عنها في مطلع تموز يوليو الماضي، وللوصول للسبب الحقيقي وراء هذا التأجيل لا بد من العودة قليلاً للإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب الذي جاء بدعم كامل من اللوبي الصهيوني لتحقيق مصالحهم والمتعلقة بإعلان "صفقة القرن" التي أنهت حلم قيام الدولة الفلسطينية على أراضي العام 67 حسب ما تم الاتفاق عليه في أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال وشهد عليه العالم؛ ونقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، وبقيت خطة الضم التي لا يمكن أن يعلنها نتنياهو إلا بدعم كامل من الإدارة الأمريكية، خاصة وأن العالم أجمع يعارض هذه الخطة التي تعارضت مع جميع الاتفاقات السابقة.
والمتابع للشأن الأمريكي الداخلي الذي يمثل الرأسمالية المادية بأبشع صورها يجد أن من أهم أسباب انتخاب ترامب هو المشروع الاقتصادي الذي جاء به ليرفع الدخل للمواطن الأمريكي ويقضي على البطالة، ويخفض الإنفاق الخارجي الأمريكي لصالح الداخل، إلا أن ما حدث خلال العام الأخير قلب الطاولة على ترامب رأساً على عقب بعد فشله الواضح في مكافحة وباء كورونا، والذي انعكس على تراجع الاقتصاد الأمريكي بصورة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، فعشرات آلاف المتاجر والمصالح الاقتصادية أغلقت أبوابها وسرَّحت موظفيها مما رفع نسبة البطالة بصورة مخيفة، عدا عن الخسائر المقدرة بالمليارات لشركات الطيران وغيرها.
مما تقدم أصبح حلم الرئيس ترامب بتجديد ولايته لمرة ثانية في مهب الريح خاصة أننا أمام استحقاق انتخابات أمريكية في الثالث من تشرين أول نوفمبر القادم، وبما أن المصالح هي ما يربط العلاقة بين ترامب واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يتحكم في الانتخابات الأمريكية ونتائجها لأنه المسيطر على الإعلام والمتحكم بالمال الذي له اليد الطولى في الانتخابات، وبما أن ترامب يعي تماماً خداع اليهود وإمكانية انقلابهم عليه بعد أخذ مصالحهم كما حدث مع سابقيه، فأرجأ دعم "خطة الضم" لما بعد الانتخابات الأمريكية حتى يضمن دعم اللوبي الصهيوني له في الانتخابات القادمة.