فلسطين أون لاين

آباء يعرضون تجاربهم مع اليوم الأول

تقرير عام دراسي جديد.. ما دور "ضابط البيت" في تهيئة الأبناء؟

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بارود: أوجههم أخلاقيًّا وأدبيًّا في كيفية تعاملهم بالمدرسة والشارع

الجوجو: أجلس مع أطفالي وأحاورهم وأشوقهم للمدرسة

الأنقر: أحاول إرضاء الأبناء بخصوص الملابس والقرطاسية

اختصاصية تربية أسرية: يجب الابتعاد عن التقييم الهدام وكلمات الإحباط

غزة/ يحيى اليعقوبي:

ما إن تشرق شمس  اليوم الأول للعام الدراسي، حتى يستيقظ  سيد الجوجو باكرًا مع أطفاله يفطرون معًا، ثم يبدأ غرس نصائحه وتوصياته لهم بأن يكونوا بالمقدمة، والانتباه لتعليمات المدرس، والحصول على علامات مرتفعة، لكي يكون هناك "مكافأة جيدة" أعدها لهم.

ويسبق الجوجو ذلك بـ"التحفيز النفسي" لأطفاله وشراء الحقائب المدرسية والقرطاسية والملابس الجديدة، "وهذا ينعكس على نفسية الطفل ويكون مستعدًّا لدخول أجواء المدرسة".

الجوجو يتحدث أكثر مع صحيفة "فلسطين" عن أسلوبه في التعامل مع أطفاله، قائلًا: "أجلس مع أطفالي وأحاورهم بشأن العام الجديد، بأننا سنلتقي غدًا الأصدقاء الطلاب والمدرسين بعد غياب طويل، لزرع الاشتياق في قلوبهم، وأتابعهم باستمرار، وأحيانًا أقلب صفحات دفاترهم أمامهم لأظهر لهم متابعتي".

"أحاول إرضاء الأبناء فيما يتعلق بالملابس والقرطاسية والبحث عن المدرسة المناسبة لهم، وأبدأ معهم بتأكيد أن السنة السابقة يجب أن ننساها حتى لو كانوا من الأوائل؛ فالعام الحالي صفحة جديدة ويجب أن نعالج أخطاء ما سبقه من سنوات" بهذا يختصر وسام الأنقر طريقة استقباله العام الدراسي.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "زوجتي موظفة، لذا نرسل أبنائي إلى مركز تعليمي مدة ثلاث ساعات يوميًّا لمتابعة الاستذكار في جميع المواد وتعويض غياب الأم".

أما محمد بارود فإنه لا يختلف عن سابقيه في موضوع التحضيرات المدرسية وشراء القرطاسية، ويقول لصحيفة "فلسطين": "أوجه أطفالي أخلاقيًّا وأدبيًّا في كيفية تعاملهم بالمدرسة والشارع ومع الطلاب، وأتواصل مع مدرسيهم أولًا بأول، وأزورهم كل 10 أيام لأظهر لهم أني أتابعهم، وعندما ينفذون ذلك أشتري لهم ألعابًا أو أصحبهم في رحلة ترفيهية إلى مكان يحبونه، ما يؤثر فيهم إيجابًا ويستمرون في الاجتهاد".

"الضابط الأكبر"

الدور الذي يقع على عاتق الأب كبير في هذه المرحلة، بحسب رأي الاختصاصية التربوية ليلى أبو عيشة، يبدأ بموضوع متابعة نقل أبنائه الطلاب من مكان إلى آخر واختيار المدرسة المناسبة لهم، والذهاب معهم في أول يوم ومتابعة انخراطهم في الفصول الدراسية.

تقول أبو عيشة لصحيفة "فلسطين": "إن تهيئة الجو الأسري للمدارس يكون بمشاركة الأبوين، لكن دور الأب هنا يكون الضابط الأكبر، إذ إنه يمتلك الحزم الأكبر مقارنة بالأم التي تغلب عليها عاطفة الأمومة التي تجعلها أحيانًا تتراخى أمام أطفالها".

ففي غياب الأب –من وجهة نظرها- سيكون صعبًا على الأم تطبيق الحزم، وتعويض غيابه، خاصة إن كان يمتلك شخصية قوية، تضيف: "وفضلًا عن موضوع الالتزام بالواجبات المادية من توفير قرطاسية ومستلزمات المواد الدراسية، والكتب، يشارك الأب في تهيئة الأجواء والاستعدادات للمدارس داخل الأسرة، وفي تهيئة استقبال الأولاد للعام الدراسي، ومتابعة تحضيرات الأولاد واستذكارهم".

تتابع أبو عيشة: "جميعنا يرى نماذج متفوقة من الطلاب، وهذا التفوق سببه اهتمام الأبوين مقارنة بأسر أخرى تعاني تهميش الوالدين، في حين هناك تأثيرات سلبية داخل الأسرة لغياب الأب عن البيت".

القدوة بالتربية من أفضل أنواع التأهيل والتربية، فيكون الأب "مرآة لأطفاله" يكتسبون من سلوكياته يحترمون المواعيد، ولا يكذبون، ومنضبطين، وتزيد: "إذا لم يكن للأب قواعد وأساسيات في تعامله مع الأمور وعلاقاته مع الآخرين؛ فسيتهاون الأبناء بهذا الجانب في حياتهم الخاصة".

ترتيب موزون

عن استقبال موسم المدارس لهذا العام، تبين أن العطلة الصيفية جاءت وفقًا لترتيب متوازن بدءًا بشهر رمضان، ثم عيدي الفطر، والأضحى، فأصبح هناك نوع من التشبع من ناحية الأبناء، كما يقولون باللهجة العامية: "أخدوا وقت بالطول والعرض".

من طرق التحفيز التي تسلط أبو عيشة الضوء عليها أن يفتح الأب مجال الحوار مع أبنائه، ويعرض نماذج ناجحة لأناس، بعيدًا عن مقارنة الطفل بأطفال آخرين، والبحث عن مهارات أبنائه من خارج المنهاج، ويحرص على تنميتها، ويبحث عن القدرات التي يمتازون فيها كاللغة الإنجليزية والعمل على تنميتها، والشعر والقصائد، ما يكسبهم ثقة أكبر بنفسهم.

وتقول: "هذا يعطيه دفعة قوية، ويكون مركزًا على تعزيز مهاراته".

من المحاذير التي يجب أن يبتعد عنها الآباء -وفقًا لحديث اختصاصية التربية الأسرية- إطلاق بعض الآباء الأحكام الهدامة، كالقول لأطفالهم: "إنت طول عمرك فاشل" كلمات يرددها بعضهم، أو: "شاطر أشتريلك ملابس وبكرة بتطلع ساقط"، فهذا التقييم الهدام يربي الإحباط لدى الطفل، لأن والده يراه هكذا.

 

المصدر / فلسطين أون لاين