تشهد محال بيع المستلزمات المدرسية والقرطاسية في قطاع غزة ركودًا تجاريًّا ملحوظًا، على الرغم من الانخفاض الواضح في الأسعار قياسًا بالعام الماضي.
ومن المقرر أن يبدأ العام الدراسي 2020-2021 السبت المقبل، في مدارس قطاع غزة، بحصص استدراكية لتعويض الطلبة جزءًا مما فاتهم من منهاج السنة الدراسية السابقة.
أقل الأسعار
تصطحب الأربعينية أم رياض (ح)، أبناءها الستة إلى ميدان فلسطين "الساحة" في محاولة منها لشراء الزي المدرسي لأبنائها متحدية الظروف الاقتصادية الصعبة، وتؤكد الأم لصحيفة "فلسطين" أنها جمعت عيديتها وعيدية أبنائها، واستلفت مبلغًا ماليًّا قبل أن تتوجه إلى السوق.
وأشارت إلى أن زوجها موظف في القطاع العام ولم يتسلم راتبه كاملًا منذ فرض السلطة عقوباتها الاقتصادية على غزة منذ ثلاث سنوات، ويلاحقه البنك في تسديد ما عليه من أقساط بنكية متراكمة.
وتقول أم رياض: "أتنقل بين البسطات الشعبية، بحثًا عن الملابس الأقل سعرًا، حتى أتمكن من شراء أكبر قدر من احتياجات أبنائي المدرسية".
وأضافت: "ظروفي المعيشية لا تختلف عن غيري، أسرتي تعيش أوضاعًا صعبة، ولم تمضِ فترة على انتهاء تحضيرات عيد الأضحى حتى نجهز اليوم لموسم المدارس".
وأشارت إلى أنها استثمرت تقارب عيد الأضحى مع موسم المدارس في شراء ملابس تتلاءم مع المناسبتين كالأحذية، وبنطالونات الجينز.
وسجل الاقتصاد الفلسطيني خلال الربع الأول من عام 2020 انكماشًا وتراجعًا واضحًا في إجمالي الناتج المحلي على أساس ربع سنوي، خصوصًا في ظل جائحة كورونا وعدم انتظام رواتب الموظفين الحكوميين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأظهرت بيانات رسمية أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مؤخرًا، أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 4.6 بالمئة في الضفة الغربية و6.1 بالمئة في قطاع غزة خلال الربع الأول من 2020.
من جهته يتريث رب الأسرة، أبو خالد (ر) في اقتناء الزي المدرسي والقرطاسية، على أمل أن يتلقى أبناؤه الثلاثة تلك الاحتياجات من مؤسسات خيرية داعمة أو من إدارة المدرسة كما حدث معهم العام الماضي.
وبين أبو خالد الذي يعيش على مخصصات الشؤون الاجتماعية لصحيفة "فلسطين" أن أبناءه سيستخدمون في الوقت الراهن زيهم القديم.
وأهاب بالمؤسسة التعليمية لعدم التدقيق على الزي المدرسي في بداية العام المدرسي لا سيما لدى الطلبة الذين أوضاعهم الاقتصادية صعبة.
وخلال الربع الأول الماضي، لم يكن الاقتصاد الفلسطيني قد تعافى من أزمة أموال المقاصة مع الاحتلال الإسرائيلي وكانت قد عصفت بمؤشراته الاقتصادية منذ فبراير 2019 حتى مطلع أكتوبر الماضي، حتى جاءت أزمة فيروس كورونا.
حركة البيع
"وعلى الرغم من رخص أسعار السلع فإن الإقبال محدود جدًّا"، هكذا علق بائعون وأصحاب بسطات على حركة البيع في غزة.
يقول بائع الأحذية خلدون الزهارنة لصحيفة "فلسطين": بضاعتي مكدسة داخل المخازن، والبيع محدود جدًا مع أن الأسعار في متناول الجميع.
وأشار الزهارنة إلى أن الأسر كانت تشتري الأحذية التي تتواءم مع العيد والموسم المدرسي.
ولفت إلى ديون متراكمة عليه تقدر بـ(40) ألف شيقل، وأن أصحاب الشيكات والكمبيالات يلاحقونه لدفع ما عليه من التزامات مالية.
ويتفق البائع علاء جحا مع سابقه في انخفاض البيع، مبينًا أن الأسعار في متناول الجميع، حيث إن أسعار بنطالونات الجينز تتراوح بين (20-35) شيقلًا، والبلايز من (5-15) شيقلًا، والأحذية من (10 -35) شيقلًا، والمراييل من (15-35) شيقلًا، والشنط المدرسية تتراوح بين (10-40) شيقلًا.
وأشار جحا لصحيفة "فلسطين" إلى أن بعض الأسر تؤجل شراء مستلزمات العام المدرسي خشية أن يتم تأجيل المدارس بسبب جائحة كورونا.