فلسطين أون لاين

هل أعاقب طفلي على سلوكياته الخطأ؟

في كثير من الأحيان تغلبنا الحيرة أمام سلوكيات الأطفال الخطأ، نسأل أنفسنا: إذا كان سلوكهم يستوجب العقاب خاصة مع إصرارهم على انتهاجه، فهل نعاقبهم أم نغض الطرف ونتجاهل سلوكهم؟، وكيف يكون العقاب يا تُرى؟، هل نلجأ إلى الضرب؟، هل العنف اللفظي والجسدي هو الحل الأمثل؟، ما الخيارات التي يمكننا اللجوء إليها؟

انتبهوا:

- يرتبط مصطلح العقاب في أذهاننا بالأذى المعنوي أو الجسدي أو كليهما الموجه للشخص المراد عقابه، مع أن العقاب علميًّا يرتبط بتعديل السلوك السلبي بآخر إيجابي، وليس بانتهاج أسلوب مُعين بذاته.

- قبل أن نلجأ إلى أساليب العقاب المختلفة، علينا أن نكون خير قدوة أمام الطفل، وإلا، فكيف تطلب من الطفل ممارسة سلوكيات أنت تمتنع عنها والعكس صحيح؟!

- يُعاقب الأطفال في كثير من الأحيان دون أن يدركوا تمامًا لماذا هم يُعاقبون، الأمر الذي يدفعهم أحيانًا إلى الاعتقاد أن من يعاقبهم هو شخص يكرههم أو يكره سعادتهم، وقد يدفعهم ذلك للكذب والمراوغة، لذا من المهم جدًّا قبل فرض عقاب على الطفل مناقشته في السلوك الخطأ الذي ارتكبه.

- نحن لا نعاقب الطفل ليصبح صورة طبقة الأصل عنا، وإنما ليطور صورته الخاصة الحسنة والمقبولة دينيًّا واجتماعيًّا، التي تصلح أن يحملها معه عندما يكبر ويخرج لمعاركة الحياة وحده.

- الهدف من العقاب هو أن يشعر بالندم على سلوكه الخطأ، الأمر الذي يدفعه إلى عدم تكراره، فإذا لم يؤدي العقاب هذا الغرض، فهذا دليل على فشله.

- في حالة الإسراع إلى فرض عقاب على الطفل دون أن يُدرك أبعاد خطئه يدفعه ذلك إلى تعلم المراوغة والكذب.

- قبل أن نلجأ إلى عقاب الطفل علينا تشجيعه ودعمه والثقة به، والحديث معه بأسلوب ودي محفز.

يتأثر سلوك الأطفال شقَّاه الحسن والسيئ بالبيئة المحيطة به والخارجية، فنراه يقلد سلوكيات الكبار من حوله، والأصدقاء، وشخصيات الأفلام وبرامج الأطفال ... إلخ، وعند انتهاج الطفل سلوكيات لا تقبلها الأسرة والمجتمع بحيث يتكرر السلوك؛ يصبح من الضروري التدخل لتقويم السلوك وتعديله ليتناسب مع المقبول اجتماعيًّا ودينيًّا ...، وهنا قد يلزم العقاب في حال عدم استجابة الطفل.

تجاهل السلوك الخطأ عند ارتكابه للمرة الأولى يكون من أفضل طرق العلاج، فالطفل حينها لن ينتبه لأهميته أو خطورته، وبذلك لن يلجأ إلى تكراره بعد أن علم مدى تأثيره، كما في حال إلحاح الطفل على طلب شيء مثل حلويات أو شيء من هذا القبيل حين يكون الوقت أو الظروف غير مناسبين للاستجابة لطلبه، من الأفضل التجاهل.

أساليب عقاب ناجعة نستطيع استعمالها مع الطفل:

* حرمان الطفل الأشياء التي يحبها لبعض الوقت، مثل منعه من ممارسة ألعاب الحاسوب، أو حرمانه المصروف أو مشوار ... وهكذا مباشرة بعد ممارسة السلوك غير المقبول.

* تعزيز الطفل عندما يمر وقت (اتفق عليه مسبقًا) دون أن يمارس السلوك الخطأ.

* توقيف الطفل بعض الوقت، وذلك باحتجازه في مكان ما في البيت، في إحدى الزوايا أو على أحد المقاعد عدة دقائق (تزداد بازدياد السن، وتقل كلما أحسن السلوك) على ألا يكون هذا المكان معتمًا أو مغلقًا، بل في وسط البيت بين أفراد الأسرة، على أن يجلس دون لعب أو بكاء أو احتكاك بباقي الأفراد، ليدرك أنه مُعاقب.

* فرض عمل إضافي عليه، مثل تنظيف أمام البيت، أو نشر الغسيل، أو تنظيف السيارة وهكذا.

يمكننا استحداث طرق عقاب جديدة حسبما يتطلبه الوضع، على ألا تسبب أذى نفسيًّا للطفل، وتؤدي الغرض منها في تعديل السلوك الخطأ.