فلسطين أون لاين

د. أبو سلمية لـ"فلسطين": مشروع لإنشاء مبنى جديد بمليوني دولار

تقرير "العيادة الخارجية بالشفاء".. برنامج يخفف تكدس المرضى ويقلل مدَّة الانتظار

...
15.jpg

والدة الطفلة "ليان": كنت آتي باكرًا لتجنب الازدحام واليوم لمست تحسنًا كبيرًا

المريض "عابد": "النظام جميل ويرتقي بالحالة الإنسانية لكل المرضى

المواطنة "الزهارنة": البرنامج "ممتاز" وكل شخص يأخذ حقه

د. السحباني: خفَّف على المريض الانتظار وسهَّل عمل الطبيب

مدير شرطة الشفاء: قسمنا العيادة لثلاث مراحل ونحافظ على التباعد الاجتماعي

غزة/ يحيى اليعقوبي:

"في أقل من 10 دقايق أو ربع ساعة كنت قاطع تذكرة وماخد صورة أشعة".. بكلماته السابقة يعبر المريض مثقال عابد عن رضاه عن النظام الجديد في قسم العيادة الخارجية بمجمع الشفاء الطبي لتخفيف تكدس المرضى والمراجعين عبر نظام "تفويج المرضى" على دفعات ومراحل وإعطاء كل مريض موعدًا لمراجعة الطبيب لتخفيف ازدحام المرضى أمام الأطباء.

يتكئ عابد على أحد مقاعد العيادة، آخذًا قسطًا من الراحة يمدد قدمه اليمنى التي تعرضت للكسر، بجانبه يضع عكازيه، يتفحص هاتفه المحمول، الصمت يخيم على المكان حوله.. بلا أصوات صاخبة للمراجعين داخل أقسام العيادة كان يسمعها سابقًا.

عابد الذي أعجبته سرعة إتمام إجراءاته بعدما كان يأتي سابقًا وينتظر لفترة، لا يخفي ذلك لصحيفة "فلسطين" بنظرة وابتسامة تلمح بها الرضا: "أشعر أن عملية التسجيل والتصوير تمت بسرعة، قبل ذلك كان هناك ازدحام".

"النظام جميل وبيرتقي بالحالة الإنسانية لكل المرضى".. يقول: "كل شخص يأخذ حقه في المراجعة وتصوير الأشعة بأقل مدة".

على عجل كانت "أم عمر الزهارنة" تسارع الخطوات لمغادرة العيادة الخارجية بعد انتهاء إجراءات مراجعة الطبيب، وتسجيل وعمل صورة أشعة لابنتها، الرضا كان باديًا على ملامحه، أكدته بابتسامة فردت وجنتيها فتقول: "البرنامج ممتاز، والآن كل واحد يأخذ حقه (...) اليوم كان موعدي مع دكتور العظام أجريت الكشف لديه وأخذت صورة أشعة لابنتي، وسابقًا كانت هناك مشكلات تحدث ولا يوجد نظام".

هنا.. تحاول والدة ليان مسح دموع ابنتها، بعدما جاءت بها محاولة فك الجبيرة عن يدها المكسورة قبل العيد، إلا أن صورة الأشعة أظهرت عدم التحام العظام ما سيدفعها للانتظار لعدة أيام أخرى، لكن فترة وجود الأم وابنتها في العيادة لم تستغرق أكثر من ساعة ونصف وهذا ما أثار إشادتها، وعلقت عليه في حديثها مع صحيفة "فلسطين": "سابقًا كنت آتي الساعة السادسة صباحًا حتى أحصل على دوري، وأستغرق وقتًا طويلًا هنا، لكن الآن لمست تحسنًا حتى أن الشرطة تنظم الطابور على شباك التذاكر، ولا يمكن لشخص أخذ دور غيره، في السابق كنت ترى شخصًا رقمه مثلًا 400 وأنت 100 يأتي ويتزاحم ويدخل قبلي".

المدير العام لمجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية، يقول: إن "العيادة الخارجية تستقبل أكثر من 800-1000 مراجع يوميًّا، ما حتم اتخاذ إجراءات صارمة و"تفويج" الحالات وإعطاءها مواعيد معينة، وأن يداوم الأطباء الساعة السابعة والنصف بعياداتهم لتقليل الازدحام داخل العيادة الخارجية، لكون المكان صغيرًا ولم يتم تطويره منذ سنوات.

ويضيف أبو سلمية لصحيفة "فلسطين" أن الإجراءات لاقت قبولًا وارتياحًا لدى المواطنين بدلًا من الاكتظاظ، بعد أن زاد المستشفى عدد الموظفين الإداريين وموظفي خدمات المرضى والأمن لترتيب البرنامج.

ويوضح أنه يتم تحديد موعد لكل مراجع، موزعين على عدة فترات وأقسام كالأشعة والمختبر والعظام، ما يخدم الطواقم الطبية ويحدث تباعدًا اجتماعيًّا.

مشروع مبنى جديد

ويكشف أبو سلمية عن مشروع لإنشاء مبنى جديد للعيادة الخارجية سيُبنى في المنطقة الشمالية الغربية لمستشفى الشفاء على مساحة دونمين ونصف أو ثلاثة دونمات بمواصفات عالية.

ويؤكد أبو سلمية أن جميع المخططات لهذا المشروع جاهزة، معربًا عن أمله أن يصل التمويل بسرعة لكي يكون نقلة نوعية للخدمة الطبية بمجمع الشفاء الطبي وقطاع غزة، ونقل المرضى بمكان واسع لا ازدحام فيه.

ويوضح أن لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة تبنت المشروع بقيمة تقديرية بلغت ميلوني دولار.

وحول موعد البدء في المشروع، يشير إلى أن جائحة كورونا عطلت الكثير من الإنشاءات، مضيفًا: "الآن المخططات جاهزة، لكن ليس لدينا علم بموعد التنفيذ".

ووفق أبو سلمية فإن المبنى سيضم أكثر من 40 غرفة للمرضى، وسيكون بالمكان نفسه مختبر أشعة وخدمات مرضى وتخطيط دماغ وعصب، وسيخدم المشروع عند تنفيذه القطاع لسنوات مقبلة، مشيرًا إلى أن العيادة الخارجية حاليًّا تضم 15-20 غرفة، وأنه لا يوجد كادر طبي مخصص للعيادة، وإنما يُستعان بالأطباء حسب تخصصاتهم في أثناء الدوام.

الأمر الثاني بموضوع تخفيف الازدحام، تبعًا لكلام المدير العام لمجمع الشفاء، أن المشفى سيرسل أطباء لمركزين للرعاية سيتم تحديدهما مستقبلًا، من ذوي الاختصاص من العظام والمسالك البولية والأنف والحنجرة والباطنة، لتخفيض أعداد المراجعين للمستشفى وسيتم رفدها بأجهزة أشعة.

فترة الانتظار

مدير العيادات الخارجية بمجمع الشفاء الطبي، د. أيمن السحباني، يقول من ناحيته: إن "العيادة تخدم قطاعات واسعة من المجتمع وأن كل التخصصات موجودة فيها، وتستقبل المرضى من عيادات الرعاية الأولى، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وتحويلات المستشفيات التي لا يوجد فيها تخصص مثل مخ الأعصاب، وتعمل على مدار الساعة وتستقبل ألف مريض يوميًّا".

ويضيف السحباني لصحيفة "فلسطين" أنه في بعض التخصصات كانت تصل فترة انتظار المواطن لدوره من شهرين إلى ثلاثة أشهر، لكن من خلال البرنامج الجديد (تفويج الحالات) زاد المستشفى عدد المراجعين لكل طبيب، وقلت فترة الانتظار بحد أقصى 10 أيام إلى أسبوعين.

ويوضح أن الوزارة بدأت بإدخال المرضى بنظام أفواج معينة وتقسيم الفترات حسب موعد زمني على ثلاثة أفواج، ما خفف على المريض الانتظار وسهل عمل الطبيب.

وعن العمليات المجدولة يفيد بأنه بعدما جرى تفعيل إجراء العمليات بعد الظهر يوميًّا في تخصصات كأنف وحنجرة، وجراحة الأطفال ومسالك بولية مستقبلًا، خفف العبء الكبير وخفض عدد العمليات المجدولة من 12 ألف عملية إلى 3 آلاف، مردفًا: "نحاول جاهدين زيادة عدد العمليات اليومية للتخفيف عن كاهل المواطن، والآن بعدما كانت فترة انتظار العمليات المجدولة تصل إلى عام ونصف أو عامين لا يتعدى الأمر اليوم عدة أشهر وهي عمليات تحتمل الانتظار".

نظام وترتيبات شرطية

أدت الشرطة في غزة دورًا مهمًّا في إنجاح البرنامج، وفق مسؤول قسم شرطة مجمع الشفاء الطبي الرائد نور الدين الداية، الذي يقول: إن "الشرطة قسمت العيادة الخارجية إلى ثلاث مراحل، أولًا إعطاء تذكرة للمواطنين والانتظار في الخارج بشكل متباعد، ثم مرضى حصلوا على أوراق ويجلسون على كراسي والاكتفاء بعدد معين على كل كرسي لإحداث التباعد، ثم تبدأ عملية إدخال المواطنين للعيادة".

ويختم الداية لصحيفة "فلسطين" إن: "وجود الشرطة أدى إلى إنهاء مخالفات كانت تحدث من قبل مواطنين تجاه أطباء، موضحًا أن الشرطة عقدت لقاءات مشتركة لإنجاح البرنامج، وأنها تولي اهتمامًا كبيرًا في تسهيل حركة المواطنين والمركبات خاصة الإسعافات أوقات الطوارئ في مجمع الشفاء، الذي تبلغ مساحته 48 دونمًا وفيه أقسام مهمة".

المصدر / فلسطين أون لاين