حازت الاتفاقية العسكرية الجديدة بين سوريا وإيران اهتماما إسرائيليا بالغا، باعتبار أنها ترسخ نفوذ إيران العسكري في سوريا، وتقوي قدرات الدفاع الجوي السوري، وهي بمنزلة رد على قانون "قيصر" الأمريكي، بل إن بعض التقييمات تتوقع أن تحمل هذه الاتفاقية نذر تصعيد تجاه إسرائيل.
تشير القراءة الإسرائيلية إلى أن توقيع الاتفاقية جاء في سياق غير مفاجئ، بل تزامنا مع انفجار المنشأة النووية في ناتانز بإيران، ما يرفع مستوى العلاقات الإستراتيجية بين دمشق وطهران، وهو ما تتابعه تل أبيب.
الجزء المهم من الاتفاقية وفق التقييم الإسرائيلي، هو توريد نظام جديد طورته إيران لأنظمة الدفاع الجوي المشابهة لنظام صواريخ أرض-جو 300S الروسي، ومنظومة أخرى أسقط من خلالها الإيرانيون طائرة أمريكية دون طيار في 2019، مع أن روسيا رفضت إعطاء ضوء أخضر لسوريا باستخدام الأنظمة، ويتم تشغيلها من خبراء روس، لذلك لجأ النظام لإيران للرد على الضربات الإسرائيلية.
سوريا وإيران ترسلان رسالة من خلال الاتفاق العسكري الجديد بينهما إلى إسرائيل، مفادها أن إيران ستستمر في إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، وأن هذا تعاون عسكري طويل الأمد، كما ترسل الاتفاقية رسالة لتركيا مفادها أن إيران تقف بجانب سوريا عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية التركية في شمال البلاد.
ترجح الاتفاقية في ضوء القراءة الإسرائيلية أن إيران وسوريا تخططان لتصعيد في المنطقة في ضوء الانفجار في منشأة ناتانز النووية، والهجمات السيبرانية المنسوبة لإسرائيل في إيران، واستمرار هجماتها في المنطقة، ما يحمل مؤشرات على تخطيط إيران لشن هجوم على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية.
مع العلم أن توقيع الاتفاقية يأتي بعد أشهر من اغتيال قاسم سليماني، وأسابيع من انفجار منشأة ناتانز، ومنشأة الصواريخ الباليستية في بارشين، كلها ضربات مؤلمة لإيران وطموحاتها الإستراتيجية، والتقييم الناشئ في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أن الإيرانيين سيحاولون الرد على إسرائيل دون "بصمات أصابع" قبل انتخابات نوفمبر الأمريكية لتجنب رد قاسٍ من ترامب، أو رد إسرائيلي قوي بدعم أمريكي.
يضع الإسرائيليون سيناريوهات لرد إيراني عليهم بعد توقيع الاتفاقية مع سوريا، تشمل الهجوم السيبراني على أنظمة بنيتها التحتية، أو الهجمات المسلحة بالخارج، أو إطلاق الصواريخ على السفارة الأمريكية ببغداد، والقواعد العراقية التي تستضيف القوات الأمريكية، أو إطلاق صواريخ من سوريا ضد إسرائيل، أو إطلاق طائرات دون طيار عبر مليشيات مؤيدة لإيران أو حزب الله.
وختم بالقول إن "كل ذلك يؤكد أن اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين إيران وسوريا ذات أهمية كبيرة بنظر إسرائيل، لأنه لا يوجد دخان دون نار، ويعني أن البلدين يستعدان للتصعيد في المنطقة".