ناشد عدد من العالقين الفلسطينيين في الخارج الجهات الرسمية لضرورة إنهاء قضيتهم، والعمل على تسهيل عودتهم إلى أرض الوطن، خاصة في ظل تردي أوضاعهم المادية، في البلاد التي يقيمون فيها.
وأكد العالقون وخاصة طلبة الدراسات العليا في عدد من الجامعات العربية في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين"، أنهم أنهوا جميع إجراءات تخرجهم في الجامعات منذ أشهر، وباتوا بانتظار السماح لهم بالعودة للوطن.
وأوضح العالقون أنهم يواجهون ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار بالبلدان المقيمين بها، خاصة في ظل فيروس كورونا، وإغلاق المدن، والإجراءات التي اتخذت لاحتواء الجائحة.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح البري استثنائيًّا في الثاني عشر من شهر مايو/ أيار الماضي، لدخول العالقين في أراضيها إلى قطاع غزة.
وعملت حينها أطقم الهيئة العامة للمعابر بوزارة الداخلية بغزة، وبمساندة من الأجهزة الشرطية والأمنية المختصة، على تسهيل وصول المواطنين العالقين عبر المعبر، ونقلهم لمراكز الحجر الصحي وسط إجراءات الوقاية والسلامة من فيروس كورونا، وبالتعاون مع أطقم وزارة الصحة.
همام الفقعاوي منسق الدراسات العليا للعالقين مع السفارة الفلسطينية في السودان، أكد أن أعداد الفلسطينيين العالقين في السودان والراغبين بالعودة لأرض الوطن وصل إلى 161 عالقًا من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال الفقعاوي في حديثه لـ"فلسطين": "العالقون يمرون بأوضاع غاية في السوء، حيث لا تتوافر الأدوية نهائيًّا في السودان، وهو ما فاقم الأمراض التي يعانيها عدد منهم، وخاصة مرضى السكر الذين يحتاجون إلى العلاج احتياجًا أساسيًّا".
وأضاف الفقعاوي: "مع إطالة مدة إغلاق معبر رفح وعدم وجود أفق لفتحه، اضطر الطلبة إلى الإقامة مع بعضهم في شقة واحدة للتخفيف من غلاء بدل الإيجار، حيث يقيم 5 طلاب في غرفة واحدة".
وأوضح أن الأسعار في السودان شهدت ارتفاعًا كبيرًا، ووصلت إلى الضعف في الكثير من الأصناف الأساسية، كالخبز والسكر، مع ارتفاع في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني.
ولفت إلى أن بعض الطلبة قرروا حجز تذاكر طيران، والمخاطرة للسفر إلى مصر، رغم علمهم بأن السلطات المصرية قد تعيدهم إلى الخرطوم، أو تحجزهم في المطار تمهيدًا لترحيلهم عند فتح معبر رفح البري.
بدوره أكد الدكتور محمد شبير أنه أنهى إجراءاته الأكاديمية في السودان منذ أشهر، وبات ينتظر فتح معبر رفح حتى تسمح له شركات الطيران بالصعود إلى الطائرة والسفر إلى العاصمة المصرية القاهرة ثم إلى غزة.
وقال شبير في حديثه لـ"فلسطين": "راتبي أوقف بسبب انتهاء مدة إجازتي، وهنا الوضع صعب للغاية، حيث بدأنا اللجوء إلى الأصدقاء والاقتراض منهم لتوفير متطلبات العيش اليومية، خاصة مع انتهاء الأموال الموجودة معنا".
واشتكى شبير غياب اهتمام الجهات الرسمية في أوضاع العالقين في خارج الوطن، وعدم العمل على حل مشكلتهم، خاصة في ظل الأوضاع الصحية الصعبة.
من جانبه، قال الشاب تامر الحمامي الموجود في إمارة الشارقة الإمارتية، إنه يعاني أوضاعًا صعبة في ظل عدم وجود حل لإعادته إلى أرض الوطن، بسبب تفشي فيروس كورونا في الإمارات.
وقال الحمامي في حديثه لـ"فلسطين": "خرجت إلى الإمارات من خلال فيزا سياحية قبل شهر مارس الماضي، ومع تفشي كورونا وإغلاق المطار مُنعنا العودة إلى الوطن، ومع إطالة مدة الإغلاق زادت الظروف سوءًا، نتيجة ارتفاع الأسعار هنا".
وناشد الحمامي الجهات الرسمية إلى الإسراع بحل مشكلة العالقين والعمل على تسهيل عودتهم إلى أرض الوطن.
يشار إلى أن مصر من البلدان العربية التي تضررت كثيرًا من جائحة "كورونا" المسببة لمرض "كوفيد 19"، الذي أطاح بأكثر من مليون إنسان في المعمورة، وأصاب أزيد على 12 مليونا آخرين.