فلسطين أون لاين

​عرضك في الشارع يا ريس

...
جانب من اعتصام أهالي الشهداء (أرشيف)
غزة - رنا الشرافي

أعداد محدودة، تجلس أمام مقر رعاية أهالي الشهداء والجرحى في مدينة غزة، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكأنهم يقاتلون وحدهم بل أقل من وحدهم، فمن تواجد، أمس، ليس إلا مجموعة قليلة من آلاف عوائل الشهداء الذين يطالبون بمستحقات أبنائهم الشهداء.

يوم غير عادي لاعتصام أهالي الشهداء الأسبوعي في قطاع غزة المثقل بالهموم والأزمات، فيما تستعد فصائل ومؤسسات وطنية، لمساندة إضراب مفتوح عن الطعام سيخوضه الأسرى في سجون الاحتلال بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني.

"فلسطين" تجولت في المكان، والتقت بعدد من أهالي الشهداء الذين أجمعوا على طلبهم بصرف مستحقات أبنائهم الشهداء.

الحاجة عطاف أبو حية (60 عاما)، جلست بين المعتصمات تنتظر "الفرج" على حد قولها، عله يأتي بعد أن عز الطلب.

وتقول أبو حية، لصحيفة "فلسطين" "أحضر إلى هنا كلما توفر معي أجرة الطريق.. استشهد زوجي في حرب 2014، والتي لم يفرق فيها الصاروخ الإسرائيلي بين ابن فتح أو ابن حماس"، مشيرة إلى أنها تعيل أسرة مكونة من 6 أفراد وتعاني في توفير متطلبات الحياة لهم.

وتطالب أبو حية، رئيس السلطة محمود عباس بمراعاة ظروف وأوضاع أسر الشهداء وتوفير متطلبات الحياة الكريمة، أسوة بباقي أسر الشهداء الآخرين.

وتخاطبه: "يا ريس أنا مريضة ضغط وسكر .. وفي رقبتي عيلة .. وفي حياتنا ما طلعنا من بيوتنا إلا لما استشهدوا أزواجنا، اضطررنا أن نأتي من خان يونس لغزة ونجلس على الطريق نستجدي راتبا هو حق لكل أسرة شهيد".

فيما تقول مليكة سمور التي تجلس إلى جوار أبو حية: "استشهد زوجي في حرب 2014 ومنذ استشهاده وحتى الآن أحرص على الحضور إلى مقر الاعتصام هنا أمام مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى كلما تمكنت من توفير أجرة الطريق ولو حتى بالاستدانة".

وتضيف سمور: "أسرتي مكونة من 11 فرداً ولا يوجد لي معين سوى مكرمات من الناس الذين يرأفون بحالي البائس"، معربةً عن خيبة أملها من عدم الاستجابة لمطالب أهالي الشهداء حتى اللحظة رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على استشهادهم".

وشددت على مطالبتها بحقوق أهالي الشهداء، وتتابع: "بدنا نعيش ونعيش أولادنا، من خلال راتب يحفظ لنا كرامتنا لا أن نأتي إلى هنا ونجلس في الطرقات كالمتسولين، ولا أحد ملتفت إلى حالنا حتى اليوم .. سأواصل اعتصامي فوراي كوم لحم".

وتعيش زوجة الشهيد نضال أبو عاصي، أمل أبو عاصي، من كفالة مالية لابنتها الصغيرة، وهي بالكاد تكفي الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية.

وتؤكد أبو عاصي: "نحن لسنا متسولين وما نطالب به هو حق لنا ولأطفالنا، والرئيس الراحل أبو عمار كفل عوائل الشهداء بالتعليم والوظائف والرواتب، ونحن لا نريد أكثر من قوت أبنائنا ينالونه بطريقة كريمة".

وأعربت أبو عاصي عن تخوفها من تفاقم أزمات أبناء شعبها، لتصل إلى مستحقات أهالي الشهداء وتكون حجة لقطع أي أمل للأهالي بنيل مستحقات أبنائهم.

وفي لقاء أخير، قابلت "فلسطين" الحاجة فاطمة أبو جامع (55 عاما)، من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتقول: "أنا زوجة شهيد وأم شهيد، ولدي اثنان من الأبناء جرحى وأسرتي مكونة من سبعة أفراد".

وتساءلت أبو جامع: "كيف أعيش ولا مصدر للدخل موجود، ولا أجد أي فرصة عمل"، معربة عن خشيتها بأن تكون أزمة رواتب السلطة مقدمة لمنع أي مساعدات لأسر الشهداء أو سحب الرواتب التي يتلقاها بعضهم، مشددة على مطالبتها براتب لأسرة كل شهيد يكفل لها العيش بكرامة.