قادة الاحتلال يترددون في حرب استباقية يبادرون لها دون مبررات تقنع الجمهور الصهيوني بالحرب ودفع ثمنها.
تحدي المقاومة الحقيقي على الجبهات الساخنة جعل من رأي الجمهور لدى العدو جزءًا من العقيدة القتالية والأمن القومي.
في ظل هذه الظروف يستعيض العدو بأدوات ووسائل أخرى تجنباً للحرب وتصديًا للمقاومة، وعدم السماح لها بالتطور والبناء في مجال العديد والعتاد.
أبرز هذه الأدوات الوظيفية الإعلام الذي يرتمي في أحضان ولي نعمته، إلى جانب الحصار والمعارك ما بين الحروب بأشكالها المختلفة منها الظاهرة والمعلومة ومنها السرية المجهولة خلف الكواليس.
فلا غرابة أن نشاهد أبواق فضائيات ومواقع مدعومة من حلفاء الكيان تهاجم المقاومة التي واجهت الجيش الصهيوني في ٢٠١٤ باقتدار على مدار ٥١ يوماً، أثبتت فيها قدرات في مجال الدفاع والهجوم التكتيكي من البر والبحر، وصنعت كي وعي من خلال المصداقية ودقة الرواية.
عشرات المعارك والتصعيدات التي حققت فيها المقاومة مؤخرا انجازات رائعة لاقت إعجابا من الجميع لم يذكروها كراهية وعمى وتجاهلاً.
في الذكرى السادسة وفي محطاتها الحافلة بالانتصارات تنبري الأقلام وتتشغل بعض المواقع والفضائيات بالافتراء والكذب مستهدفةً المقاومة في اللحظة التي يجب أن تخلد الانتصارات وتفخر بالإنجازات التي لطالما حلم بها المواطن العربي وانتظرها لو كان في عروقهم دم عربي ينبض.
ظاهرة صوتية عرفتها الإنسانية منذ فجرها الأول وما زالت تتصدر للمشهد الإعلامي انحيازاً للمشروع الصهيوني ونشاطهم بالوكالة خدمة مباشرة له ما عادت تخفى على أحد ولو كان لسانهم وأسماؤهم عربية، جزء منها مأجور والآخر متسخ بأيديولوجية أعمته عن الحقيقة وعن الضمير، ودفعته لقاء المال للارتماء في أحضان الطغاة، وفي الغالب تُدمج العقيدة مع المنفعة لدى هؤلاء.
إن وسائل الإعلام المدعومة من النظم الرجعية بشكل مباشر وغير مباشر تقوم بهجوم يستهدف أمن القضية الوطنية الفلسطينية من خلال الكذب والتشويه والتيئيس، يطبعون مع العدو طعنا في ظهر الشعب الفلسطيني وتصد لمقاومته من خلال الإقرار بوجود الاحتلال ومصادقته والتعاون معه تكريسا لاحتلاله وتشجيعا لقتله للفلسطينيين وتهويدا لمقدساتهم وحصارا واعتقالا، مؤامرة يتولى تنفيذها البيض الذي تركه الجراد في داخل أطر فلسطينية وعربية، سوق نفسه بالشعارات الوطنية والقومية.
يفقس اليوم ويطل برأسه مستهدفاً المقاومة التي أسقطت أحلام العصافير.
لا نستغرب أن يخرجوا بنسق واحد في لحظة تاريخية لم يعد العدو قادر فيها على تحمل الخسائر بعد أن رسخت في وعيه المقاومة من خلال المصداقية بالقول والعمل أن لا حروب بلا قتال، ولا قتال بدون قتلى ودماء، ولا متابعة للأحداث في التلفاز على الأرائك وهم يحتسون الشاي ويأكلون المكسرات.
ولن يُمنحوا صورة نصر تمنوا الحصول عليها من ربع قرن.
لن ييأس الشعب الفلسطيني من النضال والكفاح لتحرير وطنه والتصدي للتطبيع والتمييع، وسيمضي والمقاومة رأس حربته في طريقه الطويل يقاوم ببسالة وصبر وإرادة.
لن يتشوه وعيه ولن تنحرف بوصلته وفلسطين من بحرها إلى نهرها ومن رأس الناقورة حتى أم الرشراش هدف لنضاله وغاية لا يشك بحتمية النصر فيها.
لن يأبه الشعب الفلسطيني للمقالات والتقارير المسمومة المشبوهة مدفوعة الأجر على قاعدة إن لم تكن قوياً فمن يأبه بك؟!
شعب كان وما زال فرس رهان يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، موقنا أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.
فليخسأ ويمت الخاسئون بغيظهم.