ما زالت أزمة كورونا تثير مزيدا من الجدل الإسرائيلي حول التعامل معها، التي تحولت مع مرور الوقت لحالة من الإخفاق، فالحكومة فقدت الاهتمام بالوباء، وتوقفت عن العمل بينما استمر في السباق، ووجد الإسرائيليون أنفسهم يواجهون موجة ثانية بمستوى من التنظيم مماثل لبداية الموجة الأولى، وهنا مكمن الفشل.
السمات الأساسية التي يشاركها جميع الإسرائيليين هي الارتباك، والتوجيهات المتضاربة، وإطفاء الحرائق بدلاً من التخطيط على المدى الطويل، وفي النهاية اكتشفوا أنهم أمام نتيجة الفشل الاستراتيجي.
وبات فشل الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع أزمة الكورونا أكثر وضوحا مع مرور كل يوم، إلى حد الفشل، مما يتطلب تشكيل لجنة تحقيق رسمية في هذا الإخفاق، لأنه بدلاً من التعامل مع أزمة كورونا على أنها ماراثون، فقد تعاملت الحكومة مع الأزمة على أنها سباق سريع فقط.
واجه الإسرائيليون الموجة الثانية من الوباء بمستوى من التنظيم والاستعداد مماثل للموجة الأولى، دون تحسن، وفقدت الحكومة ثقة الجمهور بسبب توفر أمثلة سلبية على القيادة، والمبادئ المتضاربة وغير المنطقية، الملطخة بدوافع حزبية وشخصية، والاستفادة من الاضطراب السياسي لإضعاف الكنيست، مما قوض ثقة الجمهور الإسرائيلي المقتنع أن رئيس الحكومة لا يفضل المصلحة العامة على مصلحته الشخصية.
تزداد عدم ثقة الجمهور الإسرائيلي بقيادته السياسية مع مرور كل يوم، ويعاني العديد من الإسرائيليين من القلق الوجودي لاحتياجاتهم الأساسية: الصحة والتعليم وسبل العيش والإسكان والعمل، والشعور بأن هناك انفصالا تاما بين ما يهم صناع القرار وما يهم الجمهور، رغم صدور دعوات منذ بداية الأزمة لاعتبار تحدي الوباء كأزمة أمن قومي لإسرائيل.
اللافت أنه حتى هذه المرحلة، ورغم كل الحديث، لم يتم تعيين رئيس تنفيذي في إسرائيل لمواجهة كورونا الذي يمكنه صياغة وتنفيذ السياسات والخطط على المستوى الوطني بطريقة تكاملية، ورغم التحديات الواضحة لتنسيق الوزارات الحكومية، فهناك عدد من الأسماء التي تستحق المنصب، لكن في غياب السلطات الحقيقية لن يفيد تعيين حتى أفضل المرشحين، وليس من الواضح من سيتولى المنصب.
مع العلم أن لدى الجهات التنفيذية في إسرائيل خوف من تعيين شخص قوي جدًا لمواجهة الوباء، وفي مثل هذه الحالة سنجد أن هذا المرشح القوي سيتم تقليص سلطاته، فما هو واضح أن الحكومة ليست جادة بمواجهتها للوباء.
يطالب الإسرائيليون أن تضع الدولة يدها في جيبها، وتخلق شبكة أمان لموظفيها، رغم أن هذا متأخر للغاية، حيث لم تكن هناك خطة فعالة لإنشاء محركات نمو تسمح لمليون شخص عاطل بالعودة لسوق العمل، ولذلك لا عجب أن الجماهير الإسرائيلية في الشارع هي الأكثر قلقا بشأن الوباء الاقتصادي الذي ترعاه سياسة الحكومة عقب انتشار الوباء الصحي.