تسود حالة من القلق والخوف عائلة الأسير كمال الوعر المريض بالسرطان، بعد إصابته مجددًا بفيروس "كورونا".
ولا تستطيع العائلة من بلدة قباطية جنوب جنين، التي يتوافد إليها المواطنون متضامنين معها في محنتها، كتمان تخوفها من خطر الموت الذي يهدد نجلها كمال (46 عامًا) المريض بالسرطان منذ عامين.
والأسير كمال محكوم بالسجن المؤبد 6 مرات و50 عامًا، ومعتقل منذ عام 2003، يعاني وضعًا صحيًّا خطِرًا للغاية من جرّاء إصابته بالسرطان في الحنجرة منذ نهاية العام الماضي 2019، ويقبع الأسير حاليا في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي.
وقال محمد شقيق الأسير: "أن يكون ابنك مريضًا بالسرطان وهو تحت ناظريك يكون القلق يأكل قلبك، فما بالك حين يُصاب بالسرطان وهو في سجون الاحتلال، ويعاني معاناته المريرة مع المرض، الأمر الذي يحرمك الراحة".
وتساءل محمد: "فكيف يكون هذا القلق بعد إصابة شقيقي الأسير بفيروس كورونا القاتل؟".
واستدرك أن "ما زاد ألمنا أننا علمنا كغيرنا من الشارع الفلسطيني بإصابة الأسير كمال بفيروس كورونا من خلال وسائل الإعلام، فلم يبلغونا قبل نشر الخبر إعلاميا، ما أحدث حالة إرباك كبيرة في العائلة خاصة الوالد والوالدة".
وأشار إلى أن العائلة لا تعلم شيئا عن حالة شقيقه الأسير، سوى الأخبار الإعلامية بأنه "مصاب بـكورونا وموجود في الحجر الصحي وممنوع من التواصل مع أي شخص سواء كان محاميا أو غيره، الأمر الذى يزيد توترنا وقلقنا، خاصة أنه مريض بالسرطان".
وعبر عن تخوف العائلة كون أغلب ضحايا الوباء العالمي مصابين بالأمراض أساسا، وهو ما يضاعف خطر الموت لشقيقه المصاب بالسرطان.
وذكر محمد أنه عقب إعلان مرض "كمال" بالسرطان، أطلقت العائلة حملة إعلامية وقانونية للمطالبة بالإفراج عنه، مستدركا: "فما بالك الآن بعد تضاعف المخاطر على حياته؟"، مشددا على ضرورة الإفراج الفوري عنه.
وأثنى شقيق الأسير على حالة التضامن الواسعة من المواطنين، قائلاً: "فقد زارنا المئات من المواطنين والفصائل والمؤسسات الحقوقية بجانب عشرات الاتصالات من كل مكان".
وجزم أن خطورة حالة شقيقه المريض تستوجب ضغطا دوليا على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عنه بأسرع وقت، معربا عن أمله بأن يثير خبر إصابة شقيقه بـكورونا اهتماماً دولياً بقضية الأسرى وأن تتحسن أوضاعهم الإنسانية.
وقال: "جميع الأسرى أولادنا ونحن نعاني معاناتهم، فهم يقبعون في مجتمع مغلق في ظل هذا الوباء العالمي .. فإصابة أي شخص منهم ومع وجود قرابة 150 أسيرا داخل القسم الواحد يعني أن أعدادا كبيرة ستصاب بالفيروس (..) شقيقي دائماً كانت معنوياته عالية حتى رغم إصابته بالسرطان وكل الأسرى الذين تحرروا وقد عاشوا معه بالسجن أخبرونا أنه يتحامل على نفسه ولا يشعرهم بأنه مريض".
ولم يكن الأسير أبو وعر يعاني أي مشاكل صحية، فكان قبل اعتقاله يتمتع بصحة جيدة جدًا، لكن بعد اعتقاله وإخضاعه لتحقيق قاسٍ، وعزله انفراديا لأشهر بدأ يعاني من مشاكل صحية، وفقا لشقيقه أمين.
وقال أمين: "كمال جبل، معنوياته عالية، ولكن صحته ضعيفة، وفي آخر زيارة للعائلة قبل المنع بسبب انتشار فيروس كورونا، كان قد بدأ يفقد صوته وأصبح في صوته بحة".
وأضاف: "لا نريد أن نخسر شقيقي، وأطالب الجميع بالتدخل الفوري لإنقاذ حياته، كل يوم يمر وهو خلف القضبان سيؤثر على صحته أكثر، أنقذوا حياته قبل فوات الأوان".
وذكر أمين أن العائلة على تواصل دائم مع هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادي الأسير والصليب الأحمر والمؤسسات الدولية للتحرك للإفراج عنه، داعيا في الوقت ذاته جميع المسؤولين عن ملف الأسرى للإفراج عن شقيقه والأسرى المرضى، مؤكدا أن قضيتهم إنسانية.
معلومات شحيحة
وأكد نجيب الوعر، والد الأسير، أن المعلومات عن نجله "كمال" شحيحة جدًا، وأن العائلة تتابع ما ينشر عبر الإعلام وتتواصل مع الجهات المعنية، "ولكن لا رد يشفي صدورنا".
وأعرب السبعيني عن خشية أفراد عائلته من استشهاد "كمال"، خاصة بعد إصابته بفيروس كورونا، وعدم مقدرته على مقاومة المرض لضعف مناعته بعد إصابته بالسرطان.
وختم الوالد: "نشعر بالخوف والقلق، وبتنا غير قادرين على النوم ونشعر بالفزع عند كل رنة هاتف، خشية أن يحمل الاتصال أخبارًا سيئة عن ابننا".