فلسطين أون لاين

تقرير الأسير "البيطار".. نموذج للإهمال الطبي في سجون الاحتلال

...
الأسير إبراهيم البيطار في صورة من داخل أسره (أرشيف)
غزة- فاطمة الزهراء العويني

مسلسل قاسٍ من الإهمال الطبي تعرض له الأسير إبراهيم البيطار منذ اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي له وهو عائد من رحلة علاج من مصر، وصولًا لتلقيه علاجًا لمرض السرطان دون أن يكون مصابًا به، ما أدى لإصابته بـ"مرض كراون"، وهو نوع نادر من أمراض الدم.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قد أكدت أن الأسير البيطار يعانى من مرض "كراون" النادر عالميًا.

ويبين صالح البيطار، أن الاحتلال اعتقل شقيقه في شهر أغسطس 2003م على معبر رفح في أثناء عودته من العلاج في مصر بعد إصابته في أحد الاجتياحات الإسرائيلية لمدينة خان يونس.

وقال صالح لصحيفة "فلسطين": فقد شقيقي البصر في إحدى عينيه، وأصيب بشظايا في البطن، فنصحه الأطباء بالذهاب لمصر للعلاج، ومكث هناك ستة أشهر، وحين عودته اعتقله الاحتلال.

وأشار إلى أنهم برروا اعتقاله بـ "دواعٍ أمنية" كونه أصيب في اجتياح لخان يونس، وحكموا عليه بالسجن 17 عامًا رغم صعوبة وضعه الصحي وفقده البصر في إحدى عينيه.

وعن تعامل الاحتلال مع شقيقه المصاب داخل السجن، قال: "أنا كمحرر مكثتُ في السجن لمدة ست سنوات (بدءا من عام 1989م) وأدرك أن الاحتلال لا يمكن أن يُحسن إلينا، فقد كانت كلمة السجان الوحيدة لنا حين المرض (اشرب مياها)".

إهمال طبي

ويضيف: "عانى شقيقي إهمالًا طبيًا جعلنا في حالة خوف دائم على صحته وحياته، فالاحتلال يتعمد إضعاف أجساد الأسرى أو موتهم لأنهم مقاومون يشكلون خطرًا عليه".

وأشار إلى أن شقيقه أصيب بمرض نادر بالدم، وأخبره الاحتلال أنه مهدد بالموت، لكن حالته الصحية مستقرة منذ عام، "ونريد أن يفرج عنه لنعالجه، فهو يحتاج لتغذية صحية لتقوية دمه الضعيف، في حين لا يُقدَّم له سوى الطعام غير الصحي".

ويحمل ممدوح البيطار الاحتلال المسؤولية عن إصابة شقيقه إبراهيم بالمرض في الدم، حيث شكّوا في عام 2008م بإصابته بسرطان في الدم، ثم تبين لهم بعد إخضاعه للعلاج أنه غير مصاب بالسرطان.

وقال ممدوح لصحيفة "فلسطين": إن العلاجات أثرت سلباً على شقيقي، فدمرت أمعاءه ومعدته، وتم قص جزء كبير من أمعائه أدى لإصابته بالمرض النار.

وبين أن الاحتلال بدلاً من أن يهتم بمرض شقيقه قابله بإهمال طبي أدى لتدهور حالته الصحية، قائلًا: "شقيقي يعاني من سوء أوضاع الأسر وصعوبة الأوضاع الصحية فيه، والاشتياق للأهل والحرية".

وتابع: "إبراهيم عانى كثيرًا داخل السجن، وفقد كثيرا من أحبابه وأصدقائه، وأخيرًا أمه، وهذه هي قمة المعاناة بالنسبة له".

معاناة مركبة

ولا تتوقف معاناة ذوي الأسرى عند الإهمال الطبي لأبنائهم، بل تتعداه لحرمان الأقارب من الدرجة الأولى من الزيارة. ويقول صالح: "والدتي التي توفيت منذ 6 أشهر لم تزره منذ سبع سنوات بسبب عدم قدرتها على الصعود إلى حافلات الزيارة جراء وضعها الصحي، في حين لا يزوره سوى والدي المريض أيضاً".

ويشير صالح أن والدته كانت تعيش أجواء من الحزن والأسى بسبب عدم قدرتها على زيارة ابنها الذي كانت لا تمل ذكره في كل لحظة من حياتها، وكأنه يعيش معها، فتذكره إذا أكلت أو شربت أو اجتمعت بأبنائها قبل أن تنتقل إلى رحمة الله "دون أن تراه حرًا".

ويؤكد أن ما يقتل الأسرى ليس إجراءات الاحتلال ضدهم فقط بل التقصير من صناع القرار الفلسطيني بحقهم، قائلاً: "فهم لا تفيدهم الاعتصامات الفارغة، بل يجب توفير أسس حياة كريمة لهم بعد التحرر وكيف سيتأتى ذلك وهم يستلمون الآن نصف راتب، حتى منحة الأسرى تم تخفيضها".