فلسطين أون لاين

ضم الضفة والأغوار... والمطلوب فلسطينياً؟

الضم محطة خطرة لتصفية القضية الفلسطينية والذي يمثل خطوة من #سرقة_القرن التي تمثل الغطرسة الظالمة في التنكر للحق الفلسطيني بشكلها الفج علاوة على الاستخفاف بأمة كاملة.

وسياساً الضم يمثل اعلان دفن أوسلو وما تبقى منه كرماد مرحلة إذلال وضياع القضية الفلسطينية بالارتهان إلى التنسيق الأمني وبقايا VIP؛ ومن ثم لم يعد أمام الشعب الفلسطيني وقواه الحية من خيار لحماية المشروع الوطني سوى إطلاق المقاومة في كافة نقاط الاشتباك مع الاحتلال وبمختلف الأشكال.

ضم الضفة والأغوار يعني ضمان سيطرة أمنية للاحتلال دون تحمل أعباء معيشية أو أمنية، ويسهم بتعجيل حسم المعركة الديمغرافية في القدس وتجعل من الوجود الفلسطيني كنتونات معزولة كجسد الضفدع, وتحقق الأمل التوارثي في (يهودا والسامرة).

ترامب وإدارته العنصرية تتنكر للحق الفلسطيني في #سرقة_القرن في ظل انشغال عالمي بكورونا وما يصاحبه من عجز أوروبي في مواجهة وحيد القرن فضلاً عن الحالة العربية الرديئة والمتشظية والانقسام والوهن الفلسطيني مما ساهم في تعجل نتنياهو لتطبيق الضم في هذه المرحلة بما يشكله ذلك من انجاز استراتيجي وانتخابي جديد في ظل تزايد فرص جولة انتخابات جديدة واسقاطه النهائي لغانتس الذي لم تعد له فرص منافسة.

تبدو الأجواء فعلاً أكثر من مساعدة لنتنياهو في ظل الرد الباهت الرسمي الفلسطيني والعربي الأقرب لصمت القبور ولكن ضعف مواقف ترمب في ظل كورونا وعنصريته وتراجع حظوظه الانتخابية هي نقاط ضعف نتنياهو اليوم.

ولعل صوت المقاومة الصادح من غزة كان الأكثر إزعاجاً لنتنياهو من الجانب الفلسطيني حيث تنتفض غزة عن بكرة أبيها في مشهد شعبي وطني ملحمي في يوم "ضم الضفة"، كما انتفضت على الأسلاك الشائكة بدم خيرة شبابها في يوم نقل السفارة الأمريكية إلي القدس.  وفي ليلة ضم الضفة كانت صواريخ قسامها تتجاوز المألوف عدداً ومدى.

رسالة غزة الموحدة بكافة ألوان رايتها التي اختفت مع علم فلسطين الأوحد وحشودها الوطنية والشعبية وصواريخها عابرة مدى فلسطين المحتلة وجغرافيتها رسالة لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن غزة أيقونة الثورة هي الأمل والجسر والرواية الصحيحة والقادمة لشكل العلاقة مع المحتل من أجل فلسطين المحررة من بحرها إلى نهرها بعد دفن أوسلو وسقوط مشاريع الوهم والتطبيع والسراب.

الخطب أكبر من لقاء مشترك إعلامي على أهميته؛ ولعل الضم يضعنا كفلسطينيين على طرف الخيار ومفترق الطرق بإعلان رسمي لنهاية حقبة أوسلو الذليلة وما يترتب على ذلك من إعلان حل السلطة بمفهومها السياسي وبقاء الحالة المدنية لها باعتبارها قطاع خدمي، وبإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كشعب تحت الاحتلال يقاوم لتحرير أرضه وفق كافة الشرائع والقوانين؛ وذلك باعتماد استراتيجية وطنية جامعة مقاومة، وبناء نظام سياسي انتخابي يمثل الكل الفلسطيني؛ بإحياء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية.

استثمار المفترق (ضم الضفة والأغوار) بإحياء القضية الفلسطينية في عمقها العربي والإسلامي والدولي شعبياً ورسمياً، والحد الأدنى من ذلك وقف أذلاء التطبيع عن غيهم؛ وبدل ذلك توسيع نطاق مقاطعة الاحتلال عبر الحملات الشعبية والمؤسسية والدولية لضمان بقاء الكيان الغاصب في مربعه الظالم المعتدي المحتل.

يقتضي كل ذلك عمل فلسطيني دؤوب بالمصالحة والوحدة؛ وسياسياً بدفن أوسلو وإطلاق برنامج المقاومة، وقانونياً بملاحقة جرائم الاحتلال، ودبلوماسياً بإطلاق حراك دولي عبر الجاليات ومكاتب منظمة التحرير لإحياء نبض العالم تجاه فلسطين ولتصحيح المسار بعد الانحراف المشين الذي جسدته أوسلو ومخرجاتها.