من الأشياء اللافتة للانتباه أن الفصائل الفلسطينية جميعها أعلنت أنها ضد خطة الضم التي أعلنها نتنياهو بمباركة من الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، وأصدرت فصائلنا جميعها بيانات رسمية وتحدث الناطقون باسمها بلغة واحدة أنهم يرفضون هذه الخطة لما لها من آثار كارثية على مستقبل القضية الفلسطينية، ودعت الفصائل إلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام أفضل خيار لمواجهة خطة الضم، وعندما تجتمع الفصائل الفلسطينية التي تزيد على عشرة فصائل في أكثر من لقاء نجد كل فصيل يسعى لأن تكون له كلمة في المؤتمر، والمتابع لهذه الكلمات يدرك أنها تتحدث باللغة نفسها، وتطالب بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
وهنا قال لي صديقي مستغربًا: لماذا لا تكتفي هذه الفصائل بكلمة واحدة تمثلها بعيدًا عن التكرار الذي يصل بالمستمعين إلى حالة الملل، تجسيدًا حقيقيًّا للوحدة الوطنية ما دام الجميع ينادي بها؟!، أليست الكلمة الواحدة لجميع الفصائل تجعل شعبنا أكثر اقتناعًا بأن فصائلنا على استعداد لأن تنضوي تحت علم فلسطين بعيدًا عن الحزبية الضيقة؟!، ثم ما فائدة كثرة الرايات بألوانها الزاهية وعدونا يسرق ما بقي من فلسطين؟!، ألم يتجرأ العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية من ورائه على إعلان صفقة القرن، ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، وإعلان خطة الضم التي ستقضي على حلم الدولة الفلسطينية الذي نادت به منظمة التحرير الفلسطينية على مدار ثلاثين عامًا، مع الانقسام الفلسطيني على مدار الثلاثة عشر عامًا الماضية؟!
استبشر شعبنا خيرًا بالمؤتمر الصحفي الذي جمع حركتي حماس وفتح بقيادة العاروري والرجوب لمواجهة خطة الضم، لكن شعبنا ينتظر ترجمة حقيقية لهذا المؤتمر على الأرض تبدأ ببرنامج مقاومة موحد ضد العدو الصهيوني، ودعوة إطار منظمة التحرير المؤقت الذي يجمع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ومنها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، للوصول إلى الانفكاك من الاتفاقات المبرمة مع العدو، لا سيما اتفاقية أوسلو التي كانت السبب الحقيقي للانقسام الفلسطيني.