بعد مرور ما يزيد عن 48 ساعة على الأول من يوليو، موعد إعلان الضم الذي حدده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تطرح العديد من الأسئلة دون إجابات، ومنها: متى سيكون الضم، وبأي طريقة سيحدث، وماذا ستكون عواقبه، ومدى ضرورة موافقة الائتلاف الحكومي عليه، وكيف سيتأثر الرأي العام الدولي، خاصة ما يتعلق بنطاق الضم، فلا تزال الأمور غير واضحة.
تجري مناقشة نطاق الضم في القناة الإسرائيلية الأمريكية، وكذلك القناة الإسرائيلية الداخلية، حيث يرفض غانتس وأشكنازي ضم غور الأردن خوفًا من مستقبل اتفاق السلام مع المملكة، ويعتقد المسؤولون السياسيون الإسرائيليون أن الرفض "يُخرج الكستناء من النار" بالنسبة لنتنياهو، الذي يفهم آثار ضم غور الأردن، وكما يبدو حاليًا، فلن يكون الضم على 30% من الضفة الغربية، فليس هذا ما وعد نتنياهو به ناخبيه.
مع أن أهمية موافقة غانتس وأشكنازي على الضم، دفعت الأمريكيين لتنبيه نتنياهو أنهم يحتاجون لإجماع إسرائيلي، لكن مثل هذا الاتفاق الشامل على جميع العناصر بين غانتس ونتنياهو غير موجود، رغم أن الأخير أعلن أن "الضم لا يعتمد على أزرق-أبيض"، وهذا بيان إشكالي، أولاً لأنه غير صحيح، وثانيًا أنه إذا كان صحيحًا، فإن نتنياهو يرفع التوقعات أكثر.
تدفع قراءة موقف واشنطن من الضم للاعتقاد الإسرائيلي أنها "هدأت" الخطة، ويشعر فريق صفقة القرن بالقلق من آثارها المحتملة على الصفقة، ويسعى لتقديم "جزرات" للفلسطينيين.
يقدم تقييم الآثار الدولية للضم رأيا مفاده أنه باستثناء الولايات المتحدة فإن جميع دول العالم تعارضه، لكن العالم مشغول بأزمة كورونا، مما يخلق نافذة من الفرص الإسرائيلية كالانتخابات الأمريكية في نوفمبر التي ستسمح بفرصة ضيقة للغاية، وليس مرجحا أنها ستعود، بغض النظر عمن سيتم انتخابه: ترامب أو بايدن.
أما عند الحديث عن آثار الضم على المستوى الأمني الإسرائيلي، فإن العديد من المناقشات داخل القيادة الأمنية الإسرائيلية أجريت حول هذه القضية، فمن ناحية، يعتقد الجيش، وإلى حد كبير جهاز الأمن العام- الشاباك، أن الضم سيؤدي لرد فعل قاسٍ من غزة، بما في ذلك إطلاق الصواريخ على نطاق واسع، وقد ينسحب الأمل لتصعيد أكبر في الضفة الغربية، أما جهاز الموساد فيعتقد أن الضم سيمر بهدوء، وأن الفلسطينيين ليس لديهم مصلحة في تصعيد الردود، وحتى إذا كان هناك رد، فلن يكون من الصعب احتواؤه.
في النهاية، يحتمل أن نرى ضمًا إسرائيلياً صغيرًا، وتركيزا على الكتل الاستيطانية في منطقة القدس، أما عن موعد تنفيذه فإن الأول من يوليو ليس موعدًا مقدسًا، في إشارة لنتنياهو، الذي أعلن أن العملية ستبدأ في 1 يوليو، وبعبارة أخرى، فإن هذا التاريخ ليس سوى تاريخ الاستحقاق للبداية، وليس النهاية.