مضى الأول من يوليو، وهو الموعد المحدد لإعلان خطة الضم الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن، دون الإعلان الرسمي عن البدء بتنفيذ هذه الخطة، خاصة مع زيادة الجدل الإسرائيلي حول مدى جدواها وخطورتها، فضلا عن رأي الولايات المتحدة فيها، وردود فعل الفلسطينيين والأوروبيين.
لا يعني ذلك أن تطبيق الضم يبدو بعيدا، لأن إسرائيل تستعد لكل سيناريو، ووفقا لاتفاق الائتلاف الحكومي، يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الموافقة على تطبيق السيادة اليهودية المزعومة على مناطق معينة من الضفة الغربية.
حتى الآن من غير المتوقع الإعلان عن أي شيء، رغم حديث نتنياهو للأمريكيين حول خطة الضم، ومواصلة العمل عليها في الأيام المقبلة، بعبارة أخرى فهو يعترف أن الأمر سيستغرق وقتا أطول، لكن قراءة التوقعات السياسية التي تواجه نتنياهو في قيادته لخطة الضم، تظهر أن أكبر مشاكله أنه يقف وحيدا في طليعتها، فضلا عن فحص تطبيقها بشكل صحيح بالتوافق مع برنامج ترامب بأكمله، مع وجود جمهور كبير من اليمين يعارض الخطة، بسبب مخاوف أن تنتهي بالاعتراف بدولة فلسطينية.
أما بالنظر لحزب أزرق-أبيض، فإنه يعارض خطة الضم لأسباب مخالفة لمعسكر اليمين، لأنهم يفصلون الكتل الاستيطانية عن غور الأردن، الذي يعتبر منطقة إشكالية؛ بسبب التهديدات بأن ضمه سيؤدي لتقويض العلاقات مع المملكة، وتعريض اتفاقية السلام للخطر، وتفضيل أن تتم كل خطوة بتوافق واسع، ودون المساس بالعلاقات الدقيقة التي تربط حاليا بين عمان وتل أبيب.
هذا لا ينفي الفرضية السياسية التي ترى أن خطة الضم، في حال الشروع بتنفيذها، تعد أحد أكبر إنجازات نتنياهو، ليس فقط لضمان انتخابه مجددا، ولكن لأنه أوضح لمحيطه أن الخطة تعتبر جزءًا من التراث الذي سيتركه في اليوم التالي لمغادرة موقع رئيس الحكومة، ولكن في ظل الظروف التي نشأت، يطرح السؤال ما إذا كان نتنياهو سيتمكن من اتباع الخطة الأصلية، وفي أي وقت.
يستطيع نتنياهو تحصيل الموافقة على خطة الضم، رغم توفر أغلبية مستقرة في الكنيست، حتى دون دعم أزرق –أبيض، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيشرع فعلا بمثل هذه الخطوة دون دعم شعبي كاسح، رغم عودة الوفد الأمريكي الذي جاء لإسرائيل لمناقشة الضم إلى الولايات المتحدة دون التوصل لاتفاق بشأن الخطة.
هناك العديد من علامات الاستفهام حول فرض خطة الضم في الساعات القادمة، رغم اعتراف الأمريكيين بأنهم لم يقرروا بعد ما يريدون، ووجود فجوات كبيرة مع نتنياهو، لذا فهم يأملون التوصل لاتفاق داخل الحكومة الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد الأمور أمام الجانبين، وهم ليسوا متأكدين أن الضم هو الخطوة الصحيحة في هذا الوقت.