فلسطين أون لاين

السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى في رمضان سيؤجّج الصراع

...
مستوطنون يقتحمون الأقصى (أ ف ب)
القدس المحتلة - مصطفى صبري

اعتبرت شخصيات مقدسية أن ما صرح به وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان عن منبر الكنيست، مؤخراً، بأن أبواب المسجد الأقصى ستبقى مفتوحة أمام اقتحامات المستوطنين والسائحين في شهر رمضان والأعياد الإسلامية، يمس بمشاعر الفلسطينيين وسيؤجج الصراع.

رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري، أكد استمرار الاحتلال في فرض سياسة الأمر الواقع على المسجد وساحاته، وأن ما يجري من اقتحامات يأتي بتشجيع من المستويات الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال.

وقال صبري لصحيفة "فلسطين": إن محاولات الاحتلال في السماح للمستوطنين بزيادة فترات الاقتحامات تهدف لتجسيد رسالته داخل المسجد الأقصى، في ظل سيطرة شرطته، وهذا سيؤدي إلى توتر لا تحمد عقباه داخل المسجد.

وأضاف: "الأقصى بكل تفاصيله ملك للمسلمين، وهو ما أقرته قرارات أممية وآخرها منظمة يونسكو، ومع ذلك يصر الاحتلال على إدارة الظهر، لكل الحقائق والاستمرار في عملية التهويد".

بدوره، أكد مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني أن هذا القرار سيؤدي إلى تأجيج خطير في مشاعر صفوف المسلمين، وخصوصا أن شهر رمضان يكون التواجد فيه كثيفًا للمصلين والوافدين للمسجد الأقصى، محملًا حكومة الاحتلال نتائج ما سيحدث جراء هذا القانون العنصري بامتياز.

وأشار الكسواني لصحيفة "فلسطين"، إلى أن تبريرات الاحتلال لتمرير القرار تؤكد وجود نية مبيتة ضد المصلين في شهر رمضان حتى يكون هناك منع كامل لدخولهم في حال وقوع أحداث دامية".

الخبير المقدسي جمال عمرو قال: "تصريحات أردان تأتي في سياق الحرب على المسجد الأقصى، فقبل تصريحاته بأيام كانت محاكم الاحتلال تعتبر المسجد الأقصى من أقدس الأمكنة لليهود، وتحاكم المقدسيتين سحر النتشة وعبير فواز بتهمة إعاقتهما اقتحام المستوطنين للمسجد".

وأضاف عمرو لصحيفة "فلسطين": "(إسرائيل) تحاول تزوير الواقع في القدس من خلال البحث عن حق تاريخي مزعوم بقرارات منها ومن قضائها العنصري، وتسويق التهويد داخل المسجد الأقصى بهذه القضايا الوهمية المزورة".

واستذكر ما جرى العام الماضي بعد السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، ومنع المعتكفين لليهود، ووقوع مواجهات عنيفة وصدور قرار من وزير جيش الاحتلال آنذاك أفيغدور ليبرمان بوقف الاقتحامات.

وأضاف عمرو: "المسلمون لن يتركوا أقصاهم فريسة في قبضة أردان وليبرمان، فالدفاع عن المسجد الأقصى قرار ذاتي لدى كل مسلم وفلسطيني، والاحتلال يعرف رد فعل المسلمين ولا يحتاج إلى اختبار جديد، فالحرب على الأقصى لن تمرور مر الكرام كما يظن الاحتلال وقادته".

واعتبر عضو لجنة الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس فخري أبو ذياب، قرار أردان بمثابة إعلان حرب على الأقصى.

وقال أبو ذياب لصحيفة "فلسطين": "نحن أمام حرب تراكمية على المسجد الأقصى، ففي كل يوم إبداع في التهويد، حيث أصبحت العملية شاملة تحت الأرض وفوقها وفي المحيط، ويجب أن تكون هناك وقفة أمام هذه الممارسات التي تحاول قلب الوضع رأسًا على عقب، فهم يسابقون الزمن في القدس".