الخامس من نيسان من كل عام، يحتفل أطفال فلسطين بيوم الطفل، ولا يزالون يعانون من أبسط حقوقهم بالتمتع بطفولتهم البريئة وحقهم في الحياة، جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم، بهذا التاريخ يجدد فيه أطفالنا بحثهم عن الحرية والعيش بكرامة كسائر أطفال العالم. و(إسرائيل) تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية، فمنذ اندلاع انتفاضة الأقصى، وقوات الاحتلال تستهدف الطفل بمختلف مراحله العمرية، مستخدمة أنواع الوسائل الهمجية كافة ضده. ولم يسلم أطفالنا من الاعتقال الجائر، حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال المئات منهم، واحتجزتهم في ظروف قاسية وغير إنسانية، تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال والأسرى، حيث عزلت العديد منهم في زنازين انفرادية تفتقر إلى النظافة، والرعاية الصحية، وتعمدت حرمانهم من زيارة الأهالي، إضافة إلى تعرضهم للضرب المبرح على يد السجانين، والعقوبات الجماعية، وحرمانهم من التعليم.
أما على صعيد الشتات فقد نشر فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية تقريرا بمناسبة مع يوم الطفل الفلسطيني بتاريخ الخامس من الشهر الجاري، وثّق فيه قضاء (220) طفلًا بسبب الحرب في سورية لغاية، لأسباب متعددة حيث يعتبر القصف والقنص والاشتباكات والحصار والغرق بقوارب الموت من أبرز الأسباب التي أدت إلى قضاء الأطفال من اللاجئين الفلسطينيين السوريين.
فيما يعاني المئات الأطفال من حصار متواصل في مخيمات اليرموك وجنوب دمشق معرضين في ذات الوقت لخطر سوء التغذية بسبب الحصار المشدد المفروض على مخيم اليرموك.
كما يعاني الآلاف من أطفال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك وجنوب دمشق من تبعات الحصار الذي فرق بين العائلات الفلسطينيين، حيث يفقد المئات من الأطفال أحد الوالدين بسبب منع عودة الأهالي إلى مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية الأخرى.
وفيما يتعلق بالجانب التعليمي فقد حرم الآلاف من أطفال فلسطينيي سورية من حقهم بالتعليم حيث استهدفت الطائرات الحربية والقصف المدفعي والصاروخي العديد من مدارس الأطفال في مخيم اليرموك وخان الشيح ودرعا، كان آخرها استهداف مدرسة "بيريا" التابعة لـ"أونروا" في مخيم خان الشيح يوم 17-11-2016.
كذلك أجبر آلاف الأطفال من فلسطينيي سورية في لبنان وتركيا على ترك مدارسهم والبحث عن العمل نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة وتقاعس المؤسسات الدولية وعلى رأسها "أونروا" بالقيام بواجباتها تجاههم.
فالحرب المتواصلة في سورية أثرت بشكل سلبي وكبير على الحياة النفسية لأطفال اللاجئين الفلسطينيين حتى ممن هاجر خارج سورية، فالكثير منهم يعاني من الاكتئاب والقلق واضطرابات نفسية ما بعد الصدمة والخوف، ومنهم من انطبعت في ذهنه ما حدث مع عائلته من تدمير منزلهم وهجرتهم لمكان آخر، وهو نفس الحالة التي يعاني منها أطفال قطاع غزة إثر الحرب الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 51 يومًا متواصلة في عام 2014م.
يشار إلى أن اتفاقية حقوق الطفل عام 1989 تعد ميثاقا دوليا تحدد بموجبه حقوق الأطفال المدنية والسياسية، الاقتصادية والثقافية، التي وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إدراجها ضمن القانون الدولي في 20 تشرين الثاني عام 1989، حيث دخلت حيّز التنفيذ في 2 أيلول/ سبتمبر 1990، بعد أن صدّقت عليها الدول الموقعة.
وبحسب هذه الاتفاقية يعرف الطفل بأن كل شخص تحت عمر الثامنة عشرة لم يكن بلغ سن الرشد بموجب قانون الدولة، فيما تراقب تنفيذ الاتفاقية لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، والمكونة من أعضاء من مختلف دول العالم.
وتلزم الاتفاقية الدول بالسماح للوالدين بممارسة مسؤولياتهما الأبوية، كما أنها تعترف بحق الأطفال بالتعبير عن آرائهم، وحمايتهم من التنكيل والاستغلال، كذلك حماية خصوصياته وألا يتم التعرض لحياته.
وبمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، نجدد دعوتنا لجميع المؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة "اليونيسف" ووكالة "أونروا" العمل على توفير الحماية والرعاية لأطفالنا في فلسطين وفي الشتات، وتوفير عوامل الراحة النفسية لهم والاستقرار في أماكن تواجدهم بعيدًا عن العنف والقتل والتشريد، ونطالبهم بالعمل الجاد على حماية الأسرى الفلسطينيين القصر في سجون الاحتلال من التعذيب والحرمان والإهانة والسماح بالزيارات لعوائلهم والتعجيل في الإفراج عنهم.