فلسطين أون لاين

تقرير "خربة الوطن" هدف إسرائيلي لتقطيع أوصال النقب

...
جرافة إسرائيلة تقف على تخوم قرية "خربة الوطن" بالنقب المحتل (أرشيف)
غزة- فاطمة الزهراء العويني

يسارع الاحتلال الإسرائيلي الخطى في محاولة لاقتلاع سكان قرية "خربة الوطن" وتهجيرهم نظراً لموقعها الاستراتيجي وسط النقب المحتل، ولتنفيذ مخططه الرامي لتقطيع أوصال النقب وتشتيت سكانه، والسيطرة على أراضي القرية الخصبة، وفق ما يؤكد مؤرخ ومسؤول محلي بالقرية.

استيطان قسري

الباحث في دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية والمختص بشئون النقب المحتل  منصور النصاصرة أوضح أن قرية "الوطن" واحدة من بين  36 قرية مسلوبة الاعتراف بالنقب حيث يرفض الاحتلال الاعتراف بتلك القرى لرفض أهاليها تركها والانتقال للقرى التي يعترف بها .

وقال النصاصرة لصحيفة "فلسطين": "تلك القرى المعترف بها "المخططة إسرائيلياً" تمثل وجهاً من أوجه " الاستيطان القسري" بما فيها مدينة رهط التي أنشأها الاحتلال في السبعينات من القرن الماضي لتشجيع وفرض الانتقال على الناس".

وأشار إلى أن الخريطة التي نتجت عن مسح "مكتب الحرب البريطاني" لجنوب فلسطين (1913-1914)  تبين وجود قرية الوطن بموقعه الاستراتيجي الجغرافي المهم جداً، حيث تبعد كيلومترات قليلة عن شرقي بئر السبع وعدة كيلومترات عن المنطقة الاستراتيجية  تل الملح "التي يوجد بها المطار الدولي" الذي تأسس بعد اتفاقية التسوية بين (إسرائيل) ومصر عام 1979.

وأضاف: "حينها دفع الثمن عشائر المنطقة حيث تم ترحيل عشرات الآلاف من تل الملح في مخطط يريد الاحتلال تكراره في "خربة الوطن" وهو تهجير سكانها أيضاً ليمر شارع رقم "6" بين أراضيهم بالإضافة إلى تحويلها إلى مناطق أحراش".

ولفت النصاصرة، إلى أن التحريش سياسة استراتيجية استيطانية تتبعها (إسرائيل) للسيطرة على الأرض كما تفعل في القدس والضفة الغربية وكما فعلت في العراقيب والقرى المجاورة لها ببناء "حديقة السفراء" وهي الآن تريد فعل الشيء ذاته في خربة الوطن".

وبين أن "التحريش" كسياسة استعمارية واضحة يهدف لطمس معالم القرى وتغيير هوية المكان، خاصة أن القرية في منطقة مركزية استراتيجية جيوسياسية حيث تربط القرى ببئر السبع والقرى المجاورة، قائلاً: "كما أن "مخطط برافر" يركز بالسيطرة على القرى تدريجياً ويفرض حدوداً جديدة لفرض آليات تهجير لهذه القرى".

قلب النقب

بينما أفاد المتحدث باسم اللجنة المحلية في خربة الوطن ماجد شنارنة بأن القرية تقع في قلب النقب وهي احدى القرى المسلوبة التي تربط بين القرى المعترف بها وغير المعترف بها، قائلاً: "هي أكثر نقطة حساسة في النقب تضم اكثر من 12 الف دونم واكثر من 4 الاف مواطن".

وأشار إلى أن القرية موجودة منذ مئات السنين تسكنها عشائر فلسطينية وفق الوثائق التاريخية التي تعود للقرن السادس عشر مأهولة بالسكان، حيث تستخدم  للزراعة، قائلاً: "تملك العشائر الموجودة فيها إثباتات ملكية وهي تعيش ظروفاً صعبة حيث لا تملك أبسط مقومات الحياة من كهرباء وماء وطرق معبدة ومرافق عامة".

وأضاف: "هم يعيشون في بيوت من الصفيح التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء ويهدمها الاحتلال الإسرائيلي من فينة لأخرى  كغيرها من القرى غير المعترف بها ".

ونوه إلى أن جرافات "دائرة  اراضي (إسرائيل)" فاجأت السكان في منتصف رمضان  بتجريف أراضي القرية بدون أي ابلاغ مسبق حيث تصدى الأهالي  للجرافات بصدورهم العارية، وتوجهوا  لكل السلطات الرسمية لكن وجدوا الأبواب موصدة.

وتابع شنانرة: "لقد قررنا خوض برنامج نضالي فأقمنا خيمة اعتصام و فعاليات جماهيرية ومظاهرة كبرى في بئر السبع وغيرها من الفعاليات، خاصة أننا أثبتنا ان المشروع غير قانوني حيث لا توجد خطة قانونية مصادق عليها ولكن المصادرة تتم تحت توجيه وزاري أنه  في حالة الخوف من غزو الارض من الغرباء يمكن التدخل لمصادرة الأرض".

وبين أن الهدف من هذا العمل مصادرة الاراضي لترحيل السكان من القرى غير المعترف بها  لقرى معترف فيها التي تعاني من  ازمة سكانية خانقة عملاً بقاعدة "اكثر عدد من العرب على  اقل جزء من الارض".

وقال: "حاولوا زحزحة السكان بمختلف الطرق فلم يستطيعوا فلجؤوا لخنقهم بـ"التحريش" ومصادرة الاراضي في مشروع في حال تنفيذه سيستهدف اكثر من سبع قرى يسكنها 30 الف مواطن ويتم تقطيع أوصال النقب بحيث لا يوجد تواصل جغرافي بين الاهالي".

وأشار إلى أن القرى المعترف بها لا تلائم طبيعتها نمط حياة سكان النقب لذلك فإجبارهم على الانتقال ظلم وعنصرية وإجحاف وهم سيواصلون رفض ذلك بعزيمتهم وإرادتهم الصلبة سعياً منهم لإجبار الاحتلال على الاعتراف بقراهم والتخطيط لها وفق نمط زراعي .