يدافع الإسرائيليون المؤيدون عن خطة الضم، أن استمرار الوضع الراهن مع الفلسطينيين أخطر من تطبيق السيادة المزعومة على الضفة الغربية، مما يطرح أسئلة عميقة حول حقيقة ما بات يعرف في الأوساط الإسرائيلية بـ"السير الإسرائيلي نحو المجهول".
في المقابل، فإن معارضي تطبيق خطة الضم، يقدمون للجمهور الإسرائيلي مجموعة واسعة من المخاطر، ويشرحون أن هذه الخطة تنطوي على أضرار ومخاطر لا داعي لها، مما يتطلب بنظرهم تدخلاً مبدئيًا لتصحيح الواقع.
الموقفان المتعارضان لا يمنعان من القول إن الواقع الاستراتيجي الذي تسير فيه إسرائيل يكتنفه القلق، وينطوي عليه الدخول في المجهول، لكن في هذا الوقت، فإذا رفضت إسرائيل، أو وافقت، على فرصة فرض السيادة، فإن مستقبلها يحتمل مخاطرة مضاعفة، وهي لا تستطيع حقًا الحفاظ على وجودها الأمني المؤقت في غور الأردن، مما يعني أن المخاطر تكمن بكل الطرق والخيارات.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه اختبارا في هذا الوقت من بين المخاطر المعترف بها إلى حد ما في تطبيق السيادة، على عكس المخاطر الأقل شهرة الكامنة في انهيار الوضع الراهن الذي تقع فيه إسرائيل على الحدود الأردنية.
هنا يعيد الجنرالات الإسرائيليون للأذهان خطة الجنرال الأمريكي جون ألين، التي أوضحت للرئيس بيل كلينتون ضرورة الانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي من غور الأردن، وقد وافق رئيسا الحكومة الإسرائيلية السابقان إيهود باراك وإيهود أولمرت على ذلك، رغم أن ذلك يعني أن حزب الله وحماس قد يصلان بصواريخهما لضواحي الطريق السريع.
وفي هذه الحالة فإن الجمهور الإسرائيلي مطالب بالاختيار بين المخاطر الكامنة في السيادة، والمخاطر الأكثر خطورة الكامنة في التراجع عنها.
مخاطرة إسرائيلية أخرى تعزز السير نحو المجهول، وتتعلق بتهديد الأغلبية اليهودية في اسرائيل، لا سيما في ضوء الخلاف الناشب بين حزبي الليكود وأزرق-أبيض حول المناطق التي ستشملها خطة الضم، لاسيما تلك التي تشهد كثافة سكانية فلسطينية.
يدافع المؤيدون عن الخطة أن نتنياهو الساعي لفرض تطبيق السيادة المزعومة على الضفة الغربية، لا علاقة لها بغالبية الفلسطينيين الذين يعيشون بمنطقتي "أ و ب"، وكانوا تحت سيطرة السلطة منذ 1996، مع أنه في حال غابت السلطة عن الوجود، وانهارت لأي سبب كان، فلا توجد حاجة حتمية للعودة للإدارة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ويرى هؤلاء أن إسرائيل مُنحت فرصة تاريخية في مثل هذا التوقيت النادر، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستعود، لتعزيز مصالحها الحيوية، هذه فرصة ليس فقط لتوسيع سيطرتها الإقليمية، ولكن أيضًا لتأمين مستقبلها في مواجهة التهديدات، حتى لو كان ثمن ذلك سيرها نحو المجهول!