أكد مختصان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تتعمد نشر الأكاذيب والإشاعات ضد المواطنين الفلسطينيين الصامدين على أراضيهم في الضفة الغربية، بهدف السيطرة على هذه الأراضي.

وكانت مواقع مشبوهة على وسائل التواصل الاجتماعي نشرت أسماء 166 فلسطينيًّا من مواطني محافظة قلقيلية، تتهمهم ببيع أراضيهم للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما عده المختصان كذبة جديدة يحاول الاحتلال ترويجها لتبرير استيلائه على هذه الأراضي ومصادرتها من أجل مشاريع التوسع التي يقوم بها على حساب الأراضي الفلسطينية.

أستاذ العلوم السياسية والإعلام د.كمال علاونة، أوضح أن ما يشاع عن عملية بيع الأراضي الفلسطينية في محافظة قلقيلية الصامدة في وجه الاحتلال الإسرائيلي وفي وجه المستوطنين هو عبارة عن دعاية لتشوية صورة المواطن الفلسطيني الذي يهتم بأرضه ويحافظ عليها بروحه.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "إن محافظة قلقيلية من المحافظات التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي مصادرة المئات من الدونمات من أراضيها بكل الطرق رغم كل الأراضي التي صودرت سابقًا لضمها إلى جدار الفصل العنصري".

وأضاف علاونة: "في ظل الحديث عن مشروع الضم العنصري لأراضي كبيرة من الضفة الغربية سُرِّبت وبُثَّت إشاعات ضد العشرات من العائلات الفلسطينية التي ضحت وقدمت الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل الدفاع عن نفسها وعن الأرض الفلسطينية".

وذكر أن كل ما يشاع عبارة عن دعاية مغرضة تهدف إلى إيصال رسالة أمنية وإعلامية مزورة للعالم بأن المواطن الفلسطيني باع أرضه للاستيطان وهذا كلام كاذب، فالاحتلال يروج هذه الدعايات بتوجيه من المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وأشار علاونة إلى أن الاحتلال يستهدف من خلال مثل هذه الدعايات، العائلات الفلسطينية التي قاومته خلال السنوات الماضية ودافعت عن أراضيها بكل بسالة من أجل الحفاظ عليها بعشرات الشهداء والأسرى والجرحى.

وأفاد بأن الاحتلال صادر مساحات واسعة من محافظة قلقيلية من أجل بناء جدار الفصل العنصري، ولا تزال تسعى المنظومة الإسرائيلية لترويج الأكاذيب لتشويه صورة المحافظة المتمسكة بأراضيها.

وأردف عمارنة: "إن ما يقوم به الاحتلال من بث هذه الإشاعات هو هرطقة جديدة وأكاذيب يجب على المواطن الفلسطيني مواجهتها من خلال الاستمرار بالتمسك بأرضه والحفاظ عليها بكل الطرق".

من جانبه أكد الخبير في شؤون الاستيطان سهيل سليمان، من طولكرم، أن الاحتلال الإسرائيلي معنيٌّ في هذه الأوقات بنشر مثل هذه الإشاعات والإعلانات المضللة للرأي العام الفلسطيني والرأي العام العالمي.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن الاحتلال يحاول نشر الأخبار بأن الفلسطينيين باعوا أراضيهم للاحتلال، وتأكيد ذلك بنشر الأسماء كاملة، مطالبًا الفلسطينيين بضرورة توخي الحيطة والحذر عمليًّا من التعاطي مع مثل هذه الإشاعات التي يطلقها الاحتلال.

وقال سليمان: "مطلوب من الجانب الفلسطيني العمل على التدقيق في مثل هذه المعطيات والمعلومات ونشر توضيحها مباشرة دون تأخير من أجل المحافظة على النسيج الاجتماعي الفلسطيني".

وأضاف: "إن نشر مثل هذه الإشاعات من شأنه أن يتسبب بالكثير من المشاكل العائلية وبالذات بين أبناء الشعب الواحد، خاصة أن قصة بيع الأرض الفلسطينية أمر ليس بالسهل التعاطي فيها بهذه الطريقة".

وبين سليمان أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بثت المشاكل في الأوساط الفلسطينية من خلال التسويق لمثل هذه الأخبار على المستوى المحلي، وكذلك الأمر على المستوى العالمي بأن الفلسطينيين يبيعون أرضهم ولا داعي للحديث عن مصادرة الاحتلال لأراضيهم والاستيلاء عليها.

ونبه إلى أن الاحتلال مهما حاول تجميل صورته بأنه يستولي على هذه الطرق بطرق قانونية إلا أن لن يستطيع تجميل وجهه البشع أمام العالم من خلال اتباع أساليب معروفة لكل أبناء الشعب الفلسطيني.