تستقبل القدس يومها العالمي وهي تلبس ثوب النكبات والآلام والأحزان المتواصلة.. يمر اليوم العالمي على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتشتد المآسي والنكبات والأوجاع على القدس وهي تواجه وحدها أشرس مخططات التهويد والاستيطان الإسرائيلية..
إن القدس منذ احتلالها عام 1967م تواجه جرائم التهويد والاستيطان الإسرائيلية، بعد جرائم الاحتلال العنصرية بحق المقدسيين التي عملت على تفريغ القدس من الوجود الفلسطيني والعربي لتستمر محاولاتها لتكريس القدس عاصمة للدولة اليهودية.
تعيش القدس تحت ثقل احتلال إجرامي يقتل أهلها ويصادر أرضها، ويستغلّ مقدراتها، وينتهك مقدساتها، ويقسّم أحياءها ويهدم ويدمر بيوتهم ويهجرهم، ويواصل تنفيذ مشاريع الاستيطان والتهويد.
ويعمل الاحتلال الاسرائيلي بصورة مستمرة على تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك على مستويات منها التهويد العمراني والجغرافي والديمغرافي والتهويد التاريخي والثقافي الذي يهدف لتهويد الهوية الدينية والثقافية للقدس.
ويعمل الاحتلال على إعادة رسم الخارطة الجغرافية والديموغرافية للقدس بما يضمن تفوّقًا عدديًا لليهود والصهاينة مع ما يترتب على ذلك من تغيير وجه المدينة الاسلامي العربي الفلسطيني وتزييف مكوّناتها الإسلامية والمسيحيّة.
إن عدد المستوطنات والمستوطنين يزداد في القدس فهتاك في شرقي القدس حوالي 300 ألف مقدسي يشكلون 37% من إجمالي السكان في القدس، فيما يبلغ عدد المستوطنين ما يقارب 200 ألف تمكنت سلطات الاحتلال من زرعهم في البلدة القديمة وفي أطواق تحيط بها وتصل إلى أطراف القدس عبر سياسة الاستيطان، ويبلغ عدد المستوطنات حوالي 29 مستوطنة علاوة على مئات البؤر الاستيطانية التي يقيمها بعض المستوطنين ثم لا تلبث سلطات الاحتلال أن تمنحها شرعية قانونية.
وتواصل سلطات الاحتلال جرائمها الهادفة إلى تقليص الوجود الفلسطيني في القدس عبر سياسات اسرائيلية عنصرية مختلفة أبرزها سياسات هدم المنازل وتهجير المقدسيين وحملهم على ترك مدينتهم، وقد قامت سلطات الاحتلال بتطويق القدس بجدار الفصل العنصري الذي عزل ما يزيد على 90,000 مقدسي عن مركز المدينة بات عليهم عبور الحواجز في كلّ يوم للوصول إلى المدارس ومراكز الاستشفاء وغير ذلك، ولا يتوقف الجدار عند إعادة رسم حدود المدينة والتأثير في البنية الديمغرافية بل إنه يرسم هذه الحدود لمصلحة الاحتلال الاسرائيلي.
وقد انعكست السياسات الاحتلالية المستمرة منذ بدء احتلال القدس على حياة المقدسيين فقرًا، وتهميشًا، واقتصادًا متراجعًا، فالأرقام تشير إلى أن حوالي 80% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر.
وبموازاة التهويد الديمغرافي يعتمد الاحتلال سياسات لا تقل خطرا لتهويد القدس دينيا وثقافيا، وينال المسجد الأقصى حظاً وافراً من مساعي التهويد هذه عبر الاقتحامات شبه اليومية، والدعوات إلى تقسيمه وبناء المعبد، والمطالبة بالسماح لليهود بالصلاة فيه، وبناء الكنس حوله، وإقامة الحفريات أسفل منه وفي محيطه واستهداف المصلين والمرابطين ومشايخ وخطباء المسجد الأقصى المبارك، وإصدار قرارات إبعاد بحقهم.
إن حكومة (نتنياهو) المجرمة لا تتوانى عن تنفيذ مخططات استيطانية جديدة بل ترصد ميزانيات طائلة تستهدف تهويد القدس وبناء الثكنات الاستيطانية فيها، وهو ما يستوجب التوحد والتكاتف في مواجهة مخططات وجرائم الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.