مع تزايد النقاش الإسرائيلي حول تطبيق خطة الضم وفرض السيادة المزعومة على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن، التي بدأ العد التنازلي لتنفيذها في الأول من يوليو المقبل، تظهر زاوية لافتة في هذا السجال الإسرائيلي، تتعلق بالمصالح الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومخاطرها على إسرائيل.
يزعم الإسرائيليون أن التبعات المتوقعة لخطة الضم، التي تشهد استقطابا إسرائيليا حادا، ويزداد مع مرور الوقت، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، أنه في حال تم تنفيذها على الأرض، في حال توافر ضوء أخضر أمريكي، قد تشمل حدوث تطورات صعبة في الساحة الأردنية، تسفر عن تواصل الفلسطينيين مع أشقائهم العرب وأعداء إسرائيل في المنطقة، ما يسهل عليهم القتال بشكل أكثر فاعلية ضد إسرائيل.
يستند الإسرائيليون في تقديرهم هذا إلى أن الفلسطينيين لن يكتفوا بإقامة دولة صغيرة بين جنين والخليل، فضلا عن غزة، بل إن تطلعاتهم طموحة وعالية، ومن لا يدرك ذلك من الإسرائيليين، فهو إما جاهل حقاً، أو مدمن أمراض خداع الذات، ولم يتعلم دروس القرن المنصرم من الثقافة السياسية الفلسطينية، وفق التصور الإسرائيلي.
تضرب الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية مثالا على السلوك السياسي والعسكري للفلسطينيين، بما قاموا به فور فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة، والانسحاب منها، حين عمدوا لتكثيف العمليات المسلحة وإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، منطلقين من توجهات وطنية كفاحية، الأمر الذي قد يثور مرة أخرى في مخيلة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
التوقعات الإسرائيلية تخشى أن تستولي حماس على الضفة الغربية في حال لم يعد للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام- الشاباك قدرة وصلاحية لمنعها من ذلك، ما يدفع المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لمعارضة السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية، وتطالب بحرمانهم من السيطرة الجوية والكهرومغناطيسية.
بغض النظر عن خطة الضم، ومدى وجود تباين أو توافق إسرائيلي حولها، فإن هناك إجماعا إسرائيليا واسعا لفرض سيطرة عسكرية على غور الأردن لتأمين إسرائيل من أي هجوم متوقع من الفلسطينيين.
يعتقد الإسرائيليون أن وجودهم العسكري في الضفة الغربية، وحرمان الفلسطينيين من السيادة الكاملة عليها، يمنعان حماس من السيطرة عليها، ويحولان دون الاتصال بين الضفة الغربية والأردن، ويعيقان تلقيهم الدعم من الدول المعادية، وإطلاق الصواريخ من على أسطح منازلهم باتجاه إسرائيل، ويغيبان التهديد القادم منها في حال سيطرتهم على الأجواء والمجال الكهرومغناطيسي.
يستدل الإسرائيليون بمخاوفهم هذه على ميول الفلسطينيين الدائمة إلى تحويل أي شيء لأسلحة ومقدرات قتالية، كالطائرات الورقية والبالونات التي تحمل زجاجات مولوتوف، ما يجعل للإسرائيليين مصلحة بالسيطرة الدائمة على الضفة الغربية وغور الأردن، سواء عبر تنفيذ خطة الضم أو دونها.