تمثل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني رمزية وطنية كبيرة، وحالة مثيرة لنضال شريحة الأسرى وتضحياتهم من أجل القضية الفلسطينية، وما يلاقونه من معاناة مستمرة وممنهجة داخل الأسر، وقد خاض الأسرى مجتمعون بألوانهم كافة على عتبات هذه الذكرى الإضراب عن الطعام تذكيرًا لقضيتهم ومعاناتهم وتجديدًا لمطالبهم المسلوبة من قبل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية، فهل يُكرر الأسرى خوض الإضراب مجتمعين خلال ذكرى يومهم القادمة؟.
عضو مكتب إعلام الأسرى ضرار الحروب، أكد أن قضية الأسرى من أكبر القضايا الإنسانية العادلة على مستوى العالم، ويمثل ذكرى يوم الأسير نقطة مهمة على قاعدة التذكير بمعاناة الأسرى المتصلة بوجودهم داخل الأسر.
وقال الحروب لصحيفة "فلسطين": إن الأسرى بجميع ألوانهم داخل الأسر موحدون، ولديهم من التواصل والتشاور الكثير سيما تجاه القرارات النضالية المفصلية ضد إدارة السجون، حيث الهم والمعاناة والألم والمصير المشترك.
وأشار إلى أن خطوة المشاركة في الإضراب عن الطعام في ذكرى يوم الأسير من أسرى حركة حماس، لا قرار رسمي بها غير أنها "مطروحة على طاولة القيادة العليا لأسرى الحركة"، وأن هذه القيادة في انتظار ما يفضي حوارها مع إدارة سجون الاحتلال لتعطي قرارها بخوض الإضراب أو عدمه.
ولفت الحروب إلى أن القيادة العليا لأسرى حماس تشاورت مسبقًا مع قيادة الفصائل الأخرى لخوض إضراب مفتوح عن الطعام كخطوة استراتيجية لإعادة الإنجازات التي سحبتها إدارة سجون الاحتلال، وقد أجل اتخاذ قرار في هذا المضمار لحين معرفة النتائج النهائية التي من الممكن أن تحدث خلال الحوار المستمر بين الأسرى وإدارة سجون الاحتلال.
قدورة فارس رئيس نادي الأسير في الضفة الغربية، قال إن وجود قرار لخوض إضراب جماعي للأسرى داخل سجون الاحتلال حتى اللحظة "لم ينجح"، وقد بقيت حركة "فتح" معلنة لخوض الإضراب في صفوف أسراها بجميع السجون.
وأضاف فارس لصحيفة "فلسطين"، أنه ورغم عدم وجود قرار جمعي لخوض الإضراب من قبل الفصائل داخل السجون، إلا أن أسرى هذه الفصائل سيما المتواجدين داخل أقسام وغرف حركة فتح سيشاركون الأخيرة الإضراب.
وأوضح أن الإضراب حتى اللحظة ووفقًا للمؤشرات لا يشمل كل أطراف الحركة الأسيرة، ولا يشمل كل السجون، غير أن الحوار ما بين التنظيمات مستمر، وقد تحدث خلال الأيام القادمة تطورات يرفع على إثرها عدد التنظيمات المشاركة في الإضراب.
وأكد مكتب الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي القابعين داخل سجن هداريم قرار مشاركتهم في خوض الإضراب عن الطعام في ذكرى يوم الأسير، مشيرًا إلى أن قرار الانضمام للإضراب بمثابة إصرار على الحقوق المسلوبة داخل سجون الاحتلال.
وطالب المكتب في بيان له أمس، بتكثيف الدعم والإسناد الجمهوري وتوحيد الخطاب الإعلامي للإضراب الذي من شأنه أن يحصل الأسرى على حقوقهم ومطالبهم المسلوبة داخل السجون.
وكان أسرى الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال أعلنوا أول من أمس، عدم مشاركتهم في إضراب ذكرى يوم الأسير، مشيرين في بيان لهم إلى أن "أي خطوة نضالية داخل السجون، يجب أن تكون بالدرجة خطوة استراتيجية وطنية توافقية للحركة الأسيرة، تتعزز فيها وحدة الموقف ويشارك فيها جميع الفصائل".