جزء كبير جدًّا من الإسرائيليين ضد فكرة ضم 30% من أراضي الضفة الغربية، ومرجعهم في رفض الفكرة يقوم على أن ما لنا ليس لغيرنا، فكيف نضم جزءًا ما أعطانا إياه الرب، لنترك الجزء الآخر من عطية الرب للآخر؟ وهؤلاء المتطرفون هم عصب الاستيطان، وهو ذخر الأحزاب اليمينة في صناديق الاقتراع، وهم الأعلون حاليًّا، ورضاهم هدف يسعى إليه كل من أراد الفوز بقيادة إسرائيل.
وحتى تأخذ خطة ضم الأراضي في الضفة الغربية مجراها الذي خطه نتنياهو، ورهن مستقبله ومستقبل حزبه من أجله، كان لا بد من حديث المكاشفة مع غلاة المتطرفين، واستعطافهم، والحصول على رضاهم عن خطة الضم، فهؤلاء هم القرار، وهم الأهم للحكومة من أحزاب المعارضة الإسرائيلية، لأنهم قادرون على إفشال فكرة الضم إن لم يقتنعوا بفحواها.
فماذا كشف نتنياهو للمستوطنين عن حقائق قد تهدئ من روعهم، وتطمئن قلوبهم؟
1ـ الخلاف بيننا وبين أمريكا على نسبة الضم، إنما الفكرة فلا حلاف حولها.
2ـ الأمريكيون يطلبون منا الموافقة على المفاوضات مع الفلسطينيين فقط.
3ـ ـ نحن أمام فرصة تاريخية لم تتحقق لنا منذ 73 عامًا، ولن نضيع الفرصة.
4ـ سيتم توسيع المستوطنات والتجمعات لمنع عزل أي منها، ولشق طرق نحو الكتل الاستيطانية الكبيرة، ولن يتم تجميد أي عمليات بناء في أي من المناطق.
5ـ سنفاوض الفلسطينيين بشأن الـ30% التي لن يتم فيها تطبيق السيادة، وهذا يعني أن نسبة الضم ستتجاوز 30% التي جرى الحديث عنها حتى الآن!
6ـ المستوطنون شركاء في رسم الخرائط، وسنبدأ في تطبيق الخطة في غضون أسابيع.
7 ـ الضم لا يعني الموافقة على إقامة دولة فلسطينية، قد تسمى أمريكا ما تبقى دولة!
بعد التدقيق بمضمون لقاء نتنياهو مع قادة الاستيطان نستنتج الآتي:
1ـ الإسرائيليون يفاوضون أنفسهم، ولا يرون بالوضع القائم ما يعكر سيطرتهم على الأرض، وهم واثقون أنهم سيفرضون رؤيتهم للضم على الإدارة الأمريكية.
2ـ الإسرائيليون واثقون أن تأجيل ضم بعض الضفة الغربية لا يعني التخلي عنها إلى الأبد.
3ـ الإسرائيليون مطمئنون للواقع، وواثقون أن رد فعل الفلسطينيين والعرب غير جدير بالاهتمام والدراسة أو المتابعة والعلاج.
4ـ الإسرائيليون في تواصل مع المجتمع الدولي، وواثقون أن الاتحاد الأوروبي لا يقدر على فعل شيء ضد إسرائيل، ولا نية لمعظم الدول لفعل شيء ضم دولة تقبض على رقبة الأرض.
فأين هم قادة العرب مما يرتب لمستقبل المنطقة؟ وأين هم قادة الشعب الفلسطيني مما يجري تحت سمعهم وبصرهم؟ ولماذا ينتظرون قرار الضم بهدوء أعصاب واطمئنان؟ وهل كانوا يجهلون نتائج صمتهم على التوسع الاستيطاني كل تلك السنوات التي غيرت معالم الأرض؟
ملحوظة، من كان سببًا في الداء لا يصح أن يكون الدواء، ودون تسليم دفة القيادة لشباب فلسطين، فاضربوا كفًا بكف!