فلسطين أون لاين

​بسبب تقليصاتها المستمرة

أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الأسوأ منذ نشأة "أونروا"

...
لاجئين فلسطينيين في لبنان (أرشيف)
غزة / بيروت - مريم الشوبكي

أكد مختصون في قضايا اللاجئين الفلسطينيين أن أوضاع اللاجئين في الداخل والشتات هي الأسوأ، منذ نشأة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" (عقب النكبة الفلسطينية).

وعزا المختصون في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" أمس تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للاجئين إلى التقليصات المستمرة والممنهجة، التي تتبعها "أونروا" بحق اللاجئين الفلسطينيين في أماكن عملياتها الخمسة (قطاع غزة، والضفة الغربية، والأردن، ولبنان، وسوريا).

وشددوا على ضرورة الضغط على المجتمع الدولي، و"أونروا"، للوفاء بالتزاماتهما (الإغاثية والخدمية) تجاه اللاجئين الفلسطينيين، لحين عودتهم إلى ديارهم.

أزمات متعددة

وذكر مسؤول ملف اللاجئين الفلسطينيين في حركة حماس بلبنان ياسر علي أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون من أوضاع معيشية سيئة، هي الأسوأ من ناحية الحقوق المدنية والاقتصادية، نظرًا إلى تجاهل السلطات اللبنانية حقوق اللاجئين، وتنصل "أونروا" من التزاماتها.

وبين علي لصحيفة "فلسطين" أن وكالة أونروا قلصت خدماتها خلال السنوات الأخيرة إلى أدنى الحدود، ودفعت اللاجئين إلى الدخول في أزمات تلو الأزمات (66% من لاجئي لبنان تحت خط الفقر، و6% منهم تحت الخط الفقر المدقع).

وأشار إلى أن "أونروا" تتجه إلى مؤسسات المجتمع المدني لتغطي أوضاع اللاجئين، "مع أن ذلك من واجباتها، وواجب المجتمع الدولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من ديارهم".

وعن الحديث الإعلامي عن عزم أعضاء الكونغرس الأميركي حل "أونروا"، على أن تعالج قضايا اللاجئين الفلسطينيين بواسطة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR)؛ قال علي: "منذ سنوات طرح هذا الاقتراح، ونجدد الفلسطينيين رفضنا التخلي عن أونروا".

وأضاف: "وكالة أونروا هي الجهة المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين، وإلغاؤها إلغاء لكل ما هو موجود يشهد على حق الفلسطينيين في العودة إلى دولتهم ووطنهم".

موقف واحد

من جهته، وصف المدير العام للمخيمات في دائرة شؤون اللاجئين بحركة "فتح" ياسر أبو كشك أوضاع اللاجئين في الضفة الغربية بـ"الكارثية"، نظرًا إلى تقليصات "أونروا" المستمرة، والتراجع في خدماتها.

وبين أبو كشك لصحيفة "فلسطين" أن اللاجئين في المخيمات يعانون من بطالة كبيرة، في ظل توقف "أونروا" عن تقديم مساعداتها والتراجع في خدماتها، إضافة إلى أن مساحة المخيمات محدودة، والتوسع العمراني فيها يأتي على حساب أزقة وشوارع المخيم.

وأشار إلى أن تقليصات "أونروا" شملت خدمات التعليم، وبرامج الطوارئ والمساعدات الغذائية، وأن هناك تخوفًا دائمًا من إغلاق المستشفى الوحيد للاجئين في قلقيلية.

وشدد على وحدة الموقف الفلسطيني (المخيمات كافة) في وجه المؤامرات والمخططات التي تنتهجها "أونروا" ضد اللاجئين، مناشدًا السلطة الفلسطينية الضغط عليها، للقيام بواجبها والتزاماتها تجاه اللاجئين في الضفة، والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية.

موقف دولي

بدوره رأى المختص في شؤون اللاجئين حسام أحمد أن الدول المانحة لـ"أونروا" تدفع باتجاه إنهاء عملياتها بتقليص الخدمات التي تقدمها، وبالتالي التخلي عن القضية الفلسطينية.

وشدد أحمد لصحيفة "فلسطين" على أن الفلسطينيين متمسكون بـ"أونروا"، ويطالبونها بالقيام بدورها، ويرفضون أي قرارات ضمنية لحلها.

وقال: "إن الدول المانحة ذاهبة باتجاه إنهاء دور وكالة الغوث، ومنذ مشروع التسوية في عام 1993م بدأت الدعوات لتقليص الخدمات للوصول إلى مرحلة إنهاء أونروا ... ربما الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى إلى التلويح بالقرار للي ذراع السلطة الفلسطينية، لكن هذا القرار لن يمر، خاصة أن دور فلسطين يتعاظم في السياسة الدولية".

وأكد أحمد ضرورة إظهار "صلابة ودعم القضية، حتى يشعر الجميع أن الفلسطينيين والعرب ليس لديهم استعاد للتخلي عن القضية الفلسطينية".